محاضرة في «إربد الثقافي» حول «واقع الأسرة في ظل مظاهر التطرف والإعلام المفتوح

كنانه نيوز – ثقافة – بكر محمد عبيدات

إستضاف ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة الكاتبة سارة طالب السهيل للحديث حول «واقع الأسرة في ظل مظاهر التطّرف والإعلام المفتوح»، وقد بدأت حديثها حول المؤثرات السلبية لما يستجد من إضطرابات في أكثر من دولة عربية منذ سنوات، وما يحدث من انعكاسات حادة على السلوك العام، بخاصة في عالم الأطفال الذين يتأثرون أكثر من غيرهم، بحكم ما يرونه ويتأثرون به من مشاهد العنف.

وأشارت الكاتبة السهيل في المحاضرة التي أدار مفرداتها الدكتور حسين منصور العمري إلى ضعف وغياب التعاون على مستوى الأسرة، إذ ينشغل الأب عن متابعة شؤون أبنائه، وكثيرا ً ما تغيب الأم في عملها، الأمر الذي يفتح المجال للإبناء لمتابعة ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المفتوح، حيث تزدحم بعض الفضائيات بالمسلسلات التي يجري تصديرها للعالم العربي وهي مشبعة بالإفكار التي تتعارض في مجملها مع أدوات التنشئة الصحيحة، والنتيجة هي أن المناخ العام للأسرة لم يعد محصنا ً في ظل الأجواء المفتوحة وحالة التداخل غير المنضبط في معظم الاتجاهات.

و يحتاج الوضع حسب ما ذهبت إليه الكاتبة السهيل إلى إبراز الجوانب المضيئة من ممارسات وعادات الدين الإسلامي الحنيف والتي تحث على مباديء الإخاء والتعاون من أجل بلورة عادات تنسجم مع متطلبات التطّور الاجتماعي والازدهار الحضاري، حيث أوردت العديد من الأمثلة التي تؤكد سماحة الدين الإسلامي عبر العصور، ثم خلصت إلى التذكير بأهمية وحيوية دور المرجعيات الدينية والفكرية في سبيل التصدّي لكل ما يؤثر على المنظومة الاجتماعية، ويُعزز مسيرتها نحو غدها المنشود.

هذا وحضر الندوة التي أدارها الدكتور حسين العمري، حشد كبير من المثقفين و المهتمين وتوّسع الحوار حول أهم الأسس التي تسعى لإحداث المزيد من حالات التفكك الاجتماعي والأسري في العالم العربي ومن شأنها دحض كل ما يُنسب لهذه الأمة من أوصاف هي ليست من شيمها أو منتجاتها، وأكدت الكاتبة السهيل بأنها من الذين يتبنون فكرة التركيز على الدور التربوي في المدارس والجامعات، وهذا يتطلب إعادة النظر بطبيعة المناهج التي تحث النشء على أهمية التسلّح بكل أدوات المناعة والتحصّن الفكري، وهذا يتطلب وضع الاحتياطات التي تحول دون التأثر السلبي بما يجري تصميمه من أفكار نُدرك أنها تتعارض مع سبل النهوض والخروج من تبعات منغصات هذه المرحلة، وربما تكون سببا ً بالمزيد من المظاهر التي تتعارض في جوهرها مع مسيرة التطوّر الاجتماعي.