لمصلحة من ؟! سهير جرادات

لمصلحة من ؟!

سهير جرادات

لمصلحة من ما يدور في الأردن من فوضى واشاعات ، ومن يقف وراءها ؟!

أسئلة تدور في ذهن المواطن ، ولا يجد لها اجابات شافية ، وأهمها : هل هذا مؤشر إلى وجود انقسامات في بعض أجهزتنا ؟

ويذهب بعضهم في التحليل إلى أن الانقسامات وصلت إلى أكثر من ثلاثة اتجاهات، قسم يتبع متنفذ صاحب سلطة ، وقسم ثان يتبع متنفذ يحاول انتزاع السلطة من صاحبها لصالح شخص مقرب منه ، والقسم الثالث وهو الحائر الذي لا يريد أن يكون مع الأول ، أو ضده، ولا يؤيد الثاني ، انما اختار أن يجنح نحو المصلحة العامة .

وصل صراع القوى إلى مرحلة الحرب الشرسة ، بين اتباع من يريد أن يحافظ على نفوذه ، وبين أتباع من يحاول انتزاع النفوذ والسلطة بأي صورة كانت ، وبعيدا عن الاخلاقيات ، كلٌ يحارب الآخر ، لكن من الواضح أن وصولنا الى هذه المرحلة تطلب سنوات من الرسم والتخطيط وصولا الى مرحلة التنفيذ التي نمر فيها حاليا ، وقد نشهد خلالها إعادة تدوير لافلام قديمة ، كانت ساحتنا الداخلية قد شهدتها قبل عقود من الزمان ، وهذا لا يمنع من مشاهدة مخرجات ومخططات جديدة لم نشهدها من قبل .

بعيدا عن الأنظار ، وفي الخفاء وفي ظلمة الليل ، وفي غرف مغلقة تحاك المؤامرات وترسم الخطط لها ، لتنفيذها جهارا نهارا على المواطن، الذي يسمع هذه المؤامرات ويشاهدها، دون أن يعي ما يدور ، فالصورة غير واضحة بالنسبة له ، فهو لا يحصل على أي توضيح من قبل من تم اختيارهم للتنفيذ ، وكيف له أن يعي ما يدور وهو المقصود بها !

هذا كله ، يتطلب تحديد أدوات التنفيذ لهذه المخططات ، وفي الغالب تتم إعادة تدويرالاصدقاء القدامى لهؤلاء المتنفذين ، إذ شهدنا منذ فترة بسيطة عودة مجموعات مأجورة ، كان قد تم شراء ذممها وولائها سابقا مقابل المال والاعطيات والمناصب ، ولا يغركم قد يكون الثمن بخسا في بعض الاحيان ، إلا أنه فور الانتهاء من المهام القذرة التي طلب منهم تنفيذها ، أو لتطاولهم برفع مستوى المطالب ، تم الاستغناء عنهم ، وغادروا الساحة ، ومنهم من غادر ساحة أرض الوطن ، مكرها أو طواعية، سخطا على عدم حصولهم على الثمن المناسب لخدماتهم ، وبدأوا بممارسة عملية “الطخ” على الوطن ، بالتهديد بنشر الاسرار والمعلومات التي عرفوها ، أو الكشف عن مخططات قذرة شاركوا في تنفيذها لصالح الجهة التي تدفع لهم مقابل تحطيم جهة أخرى ، وهذا ما حصل حيث جرى الافصاح عن قصص مخفية عن حقبة ورجالات في فترات معينة .

اليوم ، وبعد سنوات من تحييد هذه الزمرة المستأجرة الرخيصة واهمالها، والتي قضت فترة” حردها ” من اسيادها بنشر خفايا علاقتهم معهم ، بعد هذه السنوات قرر الاسياد اعادة هذه الزمرة الى الواجهة من جديد ، لمعرفتهم المسبقة برخص اثمانها وتسعيرتها ، لكن هذه المرة لغايات نشر ارائها وتوجهاتها التي تخدم مصالحها .

فئات تتصارع ، وفئات تنفذ الصراعات على أرض الواقع ، ومواطن يُستغل بالتأثير عليه ، ووطن يَتمزق بين هذه القوى المتنازعة .. ووسط كل هذا وذاك ندعو ربنا أن يحمي هذا الوطن .

Jaradat63@yahoo.com