التمرد الاجتماعي / د. بسام العموش

التمرد الاجتماعي

د. بسام العموش

إن حادثة فاردة المفرق التي هزت كل إنسان وكل من عنده ذرة من مخافة الله وكل من لديه حب للوطن ، قد تكون الجرس الذي يصل صوته إلى أذن المسؤولين ليدركوا أننا نعيش حالة (تمرد اجتماعي) فالحادثة كما رواها والد الطفل الذي فُقد رحمه الله تبين غياب سلطة القانون وتوضح وجود زعران في البلد ينمو نشاطهم لأنهم لا يرون إجراءات حازمة بل يسمعون عن ( عفو عام ) تتزلف به الحكومة والنواب على حساب الأمن الاجتماعي !! لقد زادت عندنا حالات الانتحار .

وصُدِم كل من عنده ذرة شرف بحفنة الحيوانات الذين تعروا في مطعم التلال وراحوا يتمردون على الدين والأخلاق والشرف والمشاعر والدولة ذاتها !! ومنذ مدة ونحن نسمع عمن يبيع الشهادة على أبواب المحاكم التي يلجأ لها الناس باحثين عن الحق الضائع !! أما أهل الخاوات الذين يمرون على المحلات التجارية ليقبضوا المعلوم وإلا فالمحل وصاحبه في خطر وأعرف من نفذ جريمة القتل لأن التاجر لم يدفع !! لقد صار شعار الواقع :

‘ خذ حقك بيدك ‘ و’ افرض ما تريد ‘ وهو ما نراه في نمردة قيادة السيارات وجعير الدراجات والتخميس في منتصف الليل !! وهناك سيارات فيها من العصي والسكاكين والمشارط والأسلحة وتم استخدام هذه الأدوات وفقدنا ضحايا وصار عندنا مشوهون !! وحالات إغلاق الطرق بالفاردة والصواوين سواء كانت مناسبة عرس أو عزاء فالقانون ما يراه الناس !! والمصادمات الاجتماعية مستمرة وحالات الجلوة في ازدياد!! والمخدرات تزرع في مزارع والتحشيش صار علنا’ وانخرط الشباب والشابات بهذا بعد المرور بالدخان والأرجيلة وصولا’ الى النهايات القاتلة لصالح تجار السموم !! هذه الصور وغيرها كثير ، ألا يتحرك لها مسؤول شريف لِيَبُرَّ القسم الذي أداه بأن يخدم الأمة أم أن خدمة الأمة تتحول لخدمة الشرهين الطامعين بالأبقار الحلوبة وليكن بعدها الطوفان ؟!! إننا جميعا’ شركاء في المسؤولية الأسرة والمدرسة والإعلام والمسجد والجامعة ولكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السلطة التنفيذية التي لديها من الأدوات ما تنقذ به المجتمع .