وادي السيلكون والفلين / رائد عبدالرحمن حجازي

وادي السيلكون والفلين

رائد عبدالرحمن حجازي

في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً جنوب خليج سان فرانسيسكو هناك وادي مساحتة واسعة وممتدة وذو أجواء طبيعية خلابة , هذا الوادي كان يشتهر بمزروعاته من الخضار والفواكة والخيول البرية إلا أن السيلكون مؤخراً قد حل محلها , والمقصود هنا بالسيلكون ليس سيلكون التجميل الخاص بالبراطم والشدوق وإنما السيلكون الذي يدخل في صناعة الشرائح الإلكترونية والتي تُعتبر المكون الأساسي لغالبية الأجهزة الإلكترونية من حولنا. حيث تهافتت كُبريات الشركات المختصة بالأجهزة الإلكترونية على هذه المنطقة وتوسيع أعمالها واستثماراتها هناك , لدرجة أن أهل المنطقة في البداية اطلقوا عليه اسم وادي الموت خوفاً من تلاشي فرص العمل للبشر بسبب التكنولوجيا وأدواتها . ولكن سرعان ما تبددت مخاوفهم بعد أن ازداد عدد الشركات وازداد الطلب على الأيدي العاملة ليسمى فيما بعد بوادي السيلكون .
يمكن تطبيق ما حدث في هذا الوادي في أماكن أو دول عِدة حول العالم وذلك بجلب الاستثمارات لتلك الدول لزيادة النمو الاقتصادي فيها .
للأسف بعض الدول لا زالت نائمة ولا تريد أن تصحو من غفوتها , مثلاً في دولة ضريبستان يستسهل أهل الخبرة والاقتصاد والسياسة فيها في التغول على جيوب المواطنين وفرض الضرائب بشتى الأشكال والمسميات , فبدلاً من الخروج بمشاريع تنموية تُدر أرباحاً , وصل بهم الأمر لفرض ضرائب عجيبة وغريبة . كتلك الضريبة على عدد اللُقم التي يتناولها الفرد , أو ضريبة على الضريبة تحت مسمى ضريبة مضافة .
ومن يدري !!! لعلهم في المستقبل يقوموا بفرض ضريبة على حجم غاز ثاني أُكسيد الكربون الذي يُخرجه الجسم سواء من الفتحات العلوية أو السفلية وذلك بزرع حساسات على أبواب هذه الفتحات . ولكم ان تتخيلوا كيف ستكون أشكال البناطيل من الخلف والأنوف من الأمام .
عندها اعتقد جازماً بأن المواطن المسكين سيقوم بإقتناء سدادات من الفلين كي يخفف من حجم انبعاث هذه الغازات , ظناً منه بأن قيمة الضريبة ستنخفض , حتى لو وصل به الحال لمرحلة الانفجار . لكنه لا يعلم بأن الحساسات تقوم بعمل مزدوج , فهي أيضاً تقوم باحتساب ضريبة على فترة مكوث الفلينة