المعارضة الراشدة ! / احمد حسن الزعبي

المعارضة الراشدة !

احمد حسن الزعبي

واضح أن هناك ضيق رسمي من الانفلات الإعلامي غير الرسمي ، في ظل تردّي وموت الإعلام الرسمي وأدواته ومصداقيته ..طيب ألم يسألوا أنفسهم من سيملاً الفراغ؟..إذا غابت الحقيقة في إعلام الدولة وأصبح “مزيّناتي” لا أكثر يمشي على هوى الحكومات وهوى قوى الضغط الخفية حتماً سيُخلق فراغ في المعلومة لا محالة ، وحسب القوانين الفيزيائية لا بدّ من مادة تملأ حيزّ الفراغ. لذا عليكم أن تتحملوا الإشاعات والصفحات المزعجة حسب تعبيركم و”سوق الجمعة الإعلامي” الذي يعرض فيه ما هبّ ودب، بالمناسبة لن يجدي ابدأ مراقبة هذا الحساب واختراق صفحة ذاك الناشط،وتحويل آخر إلى امن الدولة ، فلو طبق هذا النهج بعدالة لقبع 8 ملايين أردني في السجون خلال أسبوع ..

بالمناسبة ما ينطبق على الإعلام ينطبق على المعارضة..التضييق على المعارضة الراشدة ،وتهديدها ،وتفتيتها، ونبذها وإقصائها، واتهامها بتخريب البلد ،واصطناع أحزاب لا طعم ولا لون ولا رائحة لها، أشبه بصالونات الحلاقة، تمّمها وجود مجلس نيابي بلاستيكي نسبة عجزه 90% غير الشلل الرعاشي..أدّى هذا الفراغ ، إلى نمو وجوه وأسماء معارضة غير تقليدية وغير حزبية داخلية وخارجية لتملأ هذا الفراغ المحدث والمدبّر..وبعد أن أصبحت لسعات المعارضة – الجديدة – موجعة ،والضرب تحت الحزام مباشرة ، صرنا نسمع الآن تململاً رسمياً وانزعاجاً كبيراً بسبب تنامي شعبية هذه المعارضة ، لا بل يفكّر البعض وخصوصاً من هم بمواقع المسؤولية بجنون مفرط أن تشرّع قوانين لإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي لمنع وصول الناس إلى هذه المعارضة ، وكأن الفضاء يمكن حجبه “بشادر” أو يوضع على الشمس “باسوورد”؟؟ أو حتى اعتبار مارك مستثمر أردني “بالمونة” أو “بالتهديد” سيغلق استثمار الفيسبوك ويرحل.. عدّلوا من أخطائكم ولن تكونوا صيداً سهلاً لأحد، ولن تحتاجوا إلى كل هذا القلق..من جانب آخر أين كنتم عندما كانت المعارضة الراشدة موجودة على أرضكم وبينكم ،وتحاول أن تقدم حلولاً لكل مصائب الوطن التي نغرق بها الآن؟ ..الم تكونوا تنظرون إليها بفوقية وتفرّد وازدراء ولم تكن بنظركم سوى “شربوشة” في “الشرشف” الديمقراطي أمام المجتمع الدولي ؟..أين كنتم عن المعارضة الراشدة ، عندما اتّهم بعضهم ،وسجن الآخر، وفريق ثالث ترك العمل السياسي والحزبي كله وتقوقع على معيشته ولقمة عيشه؟..منزعجون من الانفلات الإعلامي والمعارضة؟!… فات الميعاد على رأي المرحومة “أم كلثوم”!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com