“كيكي” أردني / احمد حسن الزعبي

“كيكي” أردني

احمد حسن الزعبي

صار يعرف مزاجه جيداً،”الضوجان” عند الطلوع، التهدئة عند النزول ، الصوت الذي يخرج عند الدوران ، وحتى “النعنشة” عند الغسيل والسحب النظيف ، من قال أن السيارة مجرد “كوم حديد” ،حتى المركبة لها مزاجها وإحساسها وألفتها وطول الاقتناء يحدث التفاهم بين السائق والمركبة ، هذه فلسفة أبو يحيى حول غاليه ورفيق دربه بكم “الاسوزو”..
قبل يومين استيقظ “أبو يحيى” عند السادسة صباحاً ً ليأخذ بقرة “فالح الاطرم” في مهمّة خاصة لا داعي لذكرها هنا ، مسح الزجاج الأمامي من الندى ، تأكّد من وجود الحبل في الصندوق ، فتح الباب الخلفي وأغلقه أكثر من مرّة ليكون مناسباً لمستوى “الرمبة” ، ثم جلس على الكرسي ليقوم بالتشغيل، أدار المفتاح على مرحلتين كما تعوّد على بكمه منذ اقتنائه قبل عشرين عاماً..لكن ثمة “عنين” خفيف دون الوصول إلى التشغيل الكامل، اخرج المفتاح ثم أدخله ثانية وكرر التجربة ثانية دون جدوى ، أبو يحيى يفهم مزاج بكمه جيداً، ويعرف انه قنوع و”مش دوّار ديزل”، ومع ذلك أخرج “قنينة كولا ” الحجم العائلي مملوءة بالديزل من تحت كرسي السائق وفتح غطاء الوقود و بدأ يروي رفيق عمره مع تمتمات “تطعّم” الحكومة على الرفع الأخير..جلس من جديد على كرسيه وأعاد التشغيل لكن البكم لم يستجب فأيقن ابو يحيى ان المسألة تتعلق بالبطارية هذه المرة..ولأن الوقت مبكر جداً والناس نيام ولن يجد من يساعده ، فتح أبو يحيى الباب وبدأ يدحل في البكم رويداً رويداً ليقوم بعملية “التعشيق”..تحرك البكم قليلاً..أبو يحيى ينتظر الفرصة التي يتسارع فيها “الاسوزو” ليقفز إلى قمرة القيادة ويضع الغيار الأول ليشتغل ليلحق بفالح الاطرم وبقرته التي تنتظر على أحر من الجمر..مشى البكم قليلاً بدأ يسرع البكم بسبب انحدار الأرض وأبو يحيى يفتح الباب ويسيطر على المقود بدأ يسرع البكم وتزيد خطوات ابو يحيى ويزداد اتساعها في هذه اللحظة “انقطع شبشب” الحجي صار يميل قليلاً ويجر الشباب ويدفع البكم ويسيطر على “الستيرنج” في نفس الوقت ، في هذه الأثناء مرّ رقيب سير ونادى في السماعة ..”الاسوزو صف ع اليمين وهات رخصك”..
اضطر ابو يحيى أن يلف المقود ليجعل بكمه يضرب في الرصيف حتى يتوقف..رقيب السير يقفز بحركة رشيقة عن “الدراجة النارية”..
– رقيب السير : رخصك حجي!.
– أبو يحيى وهو يلهث: جوّا الماخوذ هسع بطولهن !! خير شو فيه؟

– رقيب السير: رقصة كيكي!

– أبو يحيى: شو هاظ؟
– رقيب السير: مش عيب يا حجي زلمة كبير بعمرك..يفتح الباب ويصير يرقص كيكي..
– أبو يحيى: ولك شو كيكي وميكي..لعين الحرسي مش راضي يشتغل كنت بدي اعشقه..والبقرة بتستنا
– رقيب السير: بس انا شفتك “بتقصع” وبتميل وأنت فاتح الباب ..
– أبو يحيى: ولك انقطعت الزنوبة شوف! هو من كيفي بقصع…
– رقيب السير: خلص روح الله يسرّ امرك..
– ابو يحيى: فيش روح!! أجيت والله جابك ، هسع يا بتشغل لي البكم .. يا بترقص معي كيكي..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com