إضطرت دائرة الجمارك الاردنية التي لم تكن تتحدث للإعلام بالعادة لأصدار بيان توضيحي مساء الجمعة بعدما خرجت الشائعات والتسريبات عن السيطرة وبرزت طبقة من نشطاء فيسبوك تمتهن تقديم روايات بتفاصيل تبدو مقنعة ولكنها ليست حقيقية.

 واعلنت الجمارك ان ما رددته وسائط التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين عن مداهمة لمزرعة ضخمة فيها ثمانية خطوط انتاج للتبغ غير القانوني ليس صحيحا على الاطلاق.

 وذكرت الجمارك الراي العام بان سياستها شفافة وستبلغ الجمهور بنتائج اي مداهمات او عمليات تفتيش على التهرب الجمركي.

 وكانت اوساط الجمهور قد تداولت على نطاق واسع وخلال يومين كاملين تسريبات عن مداهمة مزرعة كبرى في منطقة عشيرة الفايز النافذة وتضمنت الكشف عن مصانع سرية للسجائر ثم نحو 400 قطعة سلاح اوتوماتيكي اضافة إلى كمية كبيرة من الدولارات ومخازن تبع وسجائر وخطوط تغليف.

ونفت الجمارك هذه المعلومات.

ولاحقا اعلن الشيخ عناد الفايز وهو من البارزين في منطقة جنوب عمان بان ما تردد حول مداهمة مزرعة تعود ملكيتها له غير صحيح مؤكدا وجود مصنع تبغ مرخص ولديه رخصة مهن وعلى اساس ان مزرعته  مستأجرة لنفس الغرض من قبل مستثمر صيني.

 ولا تبدو معلومات الشيخ عناد او الجمارك حاسمة جدا خصوصا وان المداهمات متواصلة لعشرات المخازن السرية التي كشفت عن شبكات عملاقة وكبيرة في مجال تصنيع وتزوير السجائر لم يكشف النقاب عن تفاصيلها.

وحصل ذلك بعدما اصبح الشارع شغوفا في المتابعة والتأليف ونسج القصص وتبادل الشائعات إثر الكشف عن ملف فساد السجائر والدخان وبصورة غير مسبوقة ليكتشف الجميع بان عشرات الشركات تمارس عملها بصورة غير قانونية.

وزاد التعقيد بان اعلن عضو مجلس النواب مصلح الطراونة بان السجائر المزورة والمهربة والمصنعة بطريقة جنائية حرمت خزينة الدولة من نحو اربع مليارات دينار وهو رقم ضخم وكبير يعالج فعلا عجز الميزانية المالي من اربع سنوات.

 ولم يحدد طراونة الخلفية التي استند عليها في اعتماد هذا الرقم والذي لم تعلنه سابقا الوزارات المختصة مما يساهم في تأجيج مشاعر الرأي العام حول الصمت المتواطيء على تهرب ضريبي وجمركي كبير تسبب بأزمة وعجز الميزانية.

إلى ذلك تنتشر وتتوسع شائعات مداهمة مزارع تبغ غير شرعية بصورة غير مسبوقة في تاريخ الاردن.

 ويبدو ان حجم الروايات التي يصدقها الراي العام كبير خصوصا مع بروز اجتهادات اعلامية تزيد في تبني المعلومات غير الرسمية في حالة فوضى لوسائط التواصل الاجتماعي لم تواجهها البلاد سابقا  .

وذلك بطبيعة الحال ضمن تداعيات أزمة ملف السجائر.

عمان – “راي اليوم” ـ جهاد حسني