فخار يطبش بعضه ../ علي الشريف

فخار يطبش بعضه ..

علي الشريف

انا لست كاتبا ..ولست اديبا ولم اكن يوما شاعرا .كما اني لست فيلسوفا . وبالتالي فاني ايضا لست صحفيا… فكل هذه الامور في بلادي تخضع لحسابات الراي والراي الاخر …ومدى قبولها …مني او من غيري .
وبالتالي فانا لست مثل بعض المثقفين العباقرة الذين قالوا ان اللوحة الفيزينقية المرسومة على وهج الرمل عند هبوط المطر الاحمر ..التي تحاكي طفل نائم فوق سرائر اللون الممزوج بطعم الخبزالمتلون باحاجي التخت الممزوج بطعم الشمندر(وللامانه فهذا افضل الكلام لا اللي كتب فاهم ولا اللي قري فاهم وبالتالي لا سؤال ولا جواب .
حين اكتب فانني ربما اهرب من اختناقي من هذا الواقع البائس الذي نعيشه اطرح رايا ..لا ارتجي عليه ثناءا ولا شكرا او حبورا..ولا اجرا واحترم كل الاراء التي لا تخرج عن الحياء والادب
ربما في بعض الاحيان اكون جدليا ..اكتب عكس ما يقال ولا اغير الراي مهما اختلفت مع الناس ان اعتقدت انه على صواب فانا لست مغرما بالاشاعات والاتهامات ولا باغتيال شخصيات الناس دون دليل او اثبات .
كل ما في امري انني ابحث عن منبر ..اصف فيه خرابيشي .وافضفض عن نفسي …ربما يوما على هذا المنبر ابكي حالي..وربما اضحك على حالي ..لكني لم استطع يوما ان اجد منبرا افجر فيه غضبي
انا مواطن .. كل ما يهمني هو قوت يومي وكرامتي …ادميتي مستقبل الاطفال الذي يضيع وان لا يصادر رايي مهما كان ما دمت لا اسيء لاحد ولا اتهم احد حتى لو اختلفت مع كل احد…وكل ما يهمني في هذه الحياة البائسة ان امارس حياتي وفق تقاليدي وديني.
غير ذلك فانني لا يمكن ان اخضع لراي لا يقنعني ولكني احترمه فانا مواطن اردني امارس العناد بطريقة فاقت العناد …صبرت حتى تجاوزت بالصبر ايوب …تعبت حتى تعب التعب مني ….
انا اردني غير مهتم بمجلس النواب ..ولا بخطاباتهم الرنانة ..ولا مطالبهم التي لم تتغير منذ سنوات ولم تتحقق ولن تتحقق …ولست مهتما بمجلس الاعيان …ولا بالمجالس البلدوية ولا القروية ولا حتى بمجلس ادارة المكان الذي اعمل به .. فكل لهم دينهم ولي دين؟
في الفترة الاخيرة ظهر على السطح حالات من شتم الاعراض والتطرق الى خصوصيات الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي من اشخاص ربما كنا ذات يوم نعتبرهم اصحاب فكر…

وظهر جليا ..اننا شعب اسرع ما نصدق الاشاعة ومن ثم نصدرها لنجعل منها امرا واقعا… او نطلق الاتهام من خلف الشاشات وننام فنمس كرامات الناس واعراضهم ومقدراتهم دون وازع من ضمير .

في بعض الاحيان تصاب بالضجر من هول الاتهامات للناس قتخرج لتطلب دليلا واحدا … فلا تجد الا ما بني على السمع وعلى قالوا وكتب فلان وقرات على صفحة فلان….وسمعت من فلان .
والمصيبة انك حين تطلب الدليل لا تسمع غير سحيج ومتسلق …وخائن ومن جماعة فلان وجماعة علنتان …وقبيض وهات يا تهم وهات يا سوالف ..وربما تسمع شتم امك في قبرها اما ان اتهمت وارعدت وازبدت وزينت الكذب فحتما ستكون في نظر من لا نظر له حرا .
ربما لو نظرنا الى من يطلق الاتهامات ويروجها ويطالب بالحرية لرايناه من اكثر الناس قمعا للحرية ..وربما يكون اكثرهم فسادا خلقيا وفكريا …وكل غايته لفت الانتباه حتى لو جار على العرض والارض .
نسينا قول الله عز وجل (يا ايها الذين امنوا اذا جائكم فاسق بنبا فتبينوا ) واتبع بعضنا سكة الشيطان بزرع بذور التشكيك والتخوين بين الجميع حتى اصبحنا نشك برموش اعيننا .وبالاعراض والانساب ..واصبحنا ننظر الى كل حجر في بلادنا بان تحته ملف مخفي ..
.ضعنا بين الوهم وبين الوهم. لم نعد نصدق مسؤولا ..ولا كاتبا مهما كان ..ولا صحفيا حتى لو كتب ايات من القران الكريم…ربما مرد ذلك كان بسبب بعض الوجوه التي شابت وشاخت وشاهت وشوهت .
اذا تكلمنا بشيء فهو مسموح وان تكلم به غيرنا فهو ممنوع مصابون بالنرجسية حد القهر … نريد ان يساعدنا الناس ولا نساعد انفسنا ..نريد ان يموت الناس لنحيا نحن .. وما اكثر الذين يتهمون الناس بكل شيء فقط حتى يجنبوا انفسهم الاتهام بكل شيء او يكشفوا حقيقتهم..
غريبون نحن بل ما اشد غرابتنا وغربتنا فنحن نحشر انوفنا في كل شؤون الدنيا نعترض على االغناء في بلد وبلادنا مليئة بالمطربين…نعترض على ملهى في مكان ما وشوارعنا مليئة بالملاهي الليلية .نعترض على قيادة المراة للسيارة بينما نصف السيارات في شوارعنا تقودها النساء .
في الاردن كل شيء مختلف …فنحن لا يشبهنا احد ولا نشبه احد….حتى وطنيتنا تختلف فنحن اعتقدناها اصل ومنبت واغنية وخرقة على الراس واتهامات ومطالب ..وغيرنا اعتبرها عمل وانجاز وابداع …
نتكلم عن الدين والعدل والتسامح وما اظلمنا لبعض وعلى بعض ..نشتم بلاد الكفار ننتظر ان ياتي غضب السماء ليجرفهم .ونحن قاعدون…نريد النصر بالهمس وباللمس بالاهات بالنظرات وبالصمت الرهيب.
حتى اننا نسينا التكنولوجيا الربانية( واعدو)… وللاسف انتصر الكفار وهزمنا نحن..انتصروا بعدلهم وصدقهم وهزمنا بالسنتنا وهوامير الكذب التي باتت تبتلع افكارنا …فلماذا اقلق ..لماذا اكتب عن الهم والغم والوجع …
هل فكر احد يوما ان ياتي ليمسح دمعة ابني ..او يزيل الم امي ..هل فكر احد يوما باني ربما انام بلا خبز او افكر بحقنة الانسولين وثمنها…اقسم بالله العظيم اني ما وجدت في بلادي الا حربا على رزقي ..فلماذا اهتم فيكم وبوجعكم….بالنهاية طولنا عليكم(فكل الذين احبهم نهبوا رقادي واستراحو)فخار يطبش بعضه.