على هدير جلسات الثقة (1-3) الاستاذ محمد داودية

كنانه نيوز – محليات –

على أعتاب جلسات الثقة النيابية الماراثونية بالحكومة، التي ستبدأ قريبا، فإن شارعنا الوسطي المعتدل ينتظر من نوابنا مناقشات موضوعية راقية وازنة، بعيدة عن الصخب والتجريح والشخصنة التي اعتدنا أن نستمع إليها من بعض الأصوات، خلال جلسات ثقة سابقة وكان فيها تطاول وتجاوز وتعدٍ؛ فرئيس الحكومة والوزراء ابناؤنا، نحترم شخوصهم ونتعرض بالنقد اللازم المطلوب لأدائهم.

المطلوب اليوم المزيد من الاحترام والتنسيق بين مجلسي النواب والحكومة، وتكريس مبدأ الفصل بين السلطات، لضمان عدم تغول سلطة على سلطة؛ فقد كانت الشكوى المحقة سابقا هي من تغول التنفيذية على التشريعية، والتغول من أية سلطة جاء ليس دستوريا وليس مطلوبا ولا مرغوبا ويجد صدودا وإعراضا من الرأي العام الذي يهمه أن تكون صورتا مجلسي النواب والوزراء في الإطار الدستوري الرزين.

وعندما نقرأ أن ثقة الأردنيين بمجلس النواب وبالأحزاب السياسية، هي في ذيل القائمة وهي ثقة هزيلة خطيرة، فعلينا أن «نعمل بريك»؛ فحسب استطلاع تموز الحالي لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، وهو المركز الموثوق المحترم الذي يتبوأ مكانة دولية مرموقة، تهبط الثقة بمجلس النواب الى 14% !! وبالأحزاب السياسية الى17 % !! في حين أن الثقة بالحكومة تصل الى 44 % وبالنقابات المهنية الى 50 %.

معضلة كل الحكومات الأردنية، أنها تدخل الى مجلس النواب صفر اليدين «إيد ورا وإيد قدام»، لأنها حكومة ليست حزبية وليس لها نواب في المجلس على عكس الحكومات في كل العالم التي يدخل رئيسها مجلس النواب بحكم أنه رئيس الأغلبية النيابية، كما يحصل في المغرب التي لرئيس حكومتها 125 نائبا تحت القبة، أو يكون رئيس الحكومة هو رئيس الائتلاف النيابي كما حصل في ماليزيا مؤخرا.

مؤكد أن على الحكومة ان تستمع إلى ملاحظات النواب ومطالبهم الموضوعية، علاوة على الاستماع إلى النقابات المهنية والعمالية والأحزاب والشباب ومختلف القطاعات، وأبرز ملاحظات النواب المعلنة هي على التشكيل الحكومي، آخذين في الاعتبار أنه لم يخل ولن يخلو أي تشكيل حكومي أردني من نقاط ضعف ومن ملاحظات جوهرية بنيوية. ومع ملاحظة أن ما نراه ضعفا قد يراه الاخرون قوة، ومن ذلك عدد الوزيرات السيدات في الحكومة، وعدد الوزراء العائدين من الحكومة السابقة، وتوزير الشباب والحراكيين والمعارضين.

نتطلع إلى مرحلة جديدة ترفع الثقة بمجلس النواب الى الدرجة التي نحبها؛ كي لا نظل نراوح مراوحة خطيرة بين ثنائية القبة والشارع.