إنّي العاشقُ المجنون
كامل النصيرات
أشتاق لك ..حتى وأنت أمامي أشتاق لك ..عيناك وأنت تنظرين إلي تجعلاني أهيم بك أكثر ؛ لك نظرةٌ لو خبأتها لتحولت إلى سلاحٍ أستّله وقت الشدائد و أدافع فيه وقت هجمات الآخرين و عندما يقعدون لي كل مرصد ..
كل ما أريده منك أن تصمدي ..ألا تملّي ..ألا تحاولي الاندثار ..ألا يحبطك كلام الناس عن حكايتنا ..فحكايتنا وإن فضحتها تصرفاتنا فإنها تليق بنا تلك الفضيحة ..
أنت دائماً بكامل زينتك لي ..وبانتظاري دائماً ..طولك الفارع يلقي عليّ بظلال تستر منّي الجراحات و العيوب ..و شعرك السابل الناعم الممتد على كل ظهرك يحيلني إلى عاشق مجنون ..
أعلم أنك زعلانة ..لأنني وعدتك كثيراً بالارتباط ..ولكنك تدركين وأنت أمامي دائماً أنهم يمنعوني عنك ..وأنهم يرفضون كتب كتابنا ..وأنهم يرفضون أي مهر ..وأنهم يسمحون لنا بأن نرى بعضنا و بيننا مسافة متر فقط ..
و تعلمين أيضاً أنني شقيتُ وما زلتُ أشقى من أجل هذا المتر الملعون ..و أنني في مرات نادرة جداً استطعتُ الافلات و الركض نحوك و لمس يديك الاثنتين أو إحداهما ..وكانوا بسرعة البرق يعيدونني إلى أبعد من المتر ..
لا تحسبي أنهم يجعلونني أراك كل حين لطيبهم ..أو أن المتر من رحمتهم ..بل هو العذاب كما قلت لك ذات قمر ..يعذبونني برؤيتك الدائمة دون اقتراب ؛ و كأنهم كتبوا عليك “ممنوع اللمس أو التصوير “..لذلك لا يوجد لي معك ولا صورة تذكارية ..ولا صورة تخيّلي .. !! نفسي أذهب معك في كل مكان ..نفسي اشتري لك فستانك ..نفسي أمشّط شعراتك ..نفسي اضع رأسي في حجرك و تغنين لي : عصفور طلّ من الشباك ..و تمسحين لي دموعي ..
نفسي أم وطن تقرأ هذا الكلام و تغار منك ..ولكنها تعلم أنني أتغزّل في الحريّة …