زغلول النجار يحاضر في سحم بني كنانه

كنانه نيوز – بكر محمد عبيدات
بدعوةٍ من نادي سحم الكفارات في لواء بني كنانه ؛ ألقى الداعية والمفكر الإسلامي الكبير الدكتور زغلول النجار محاضرة دينية حملت عنوان ” الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ” بحضور رئيس النادي وعدد كبير من المواطنين في مسجد علي بن ابي طالب في منطقة سحم الكفارات .

وقال الدكتور النجار إن شهر رمضان يتميز بأنه انزِل فيه القرآن الكريم المعجزة في كل العصور والازمان , وأمرنا الله تعالى بتلاوته وتدبر معانيه وحسن فهمه , مؤكد على ان الأمة الاسلامية والعربية لم تصل الى ما وصلت اليه من ضياع الا بعد ابتعادها عن القرآن الكريم والسنة النبوية.
وبين الدكتور النجار بان القران الكريم مليء بالاعجاز العلمي والبلاغي والاخباري والتشريعي ذاكرا العديد من الايات القرانية التي تتجلى فيها صور الاعجاز وخصوصا الاعجاز العلمي السائد في الوقت الحاضر والتي جعلت علماء الغرب يغيرون من نظرتهم للاسلام وان القران الكريم منزل من رب العالمين.

ويرى الدكتور النجار انه لا يمكن فهم الآيات القرآنية التي تتحدث عن الكون في إطار اللغة وحدها بل يجب أحيانا ربطها بالحقائق الكونية لفهم دلالة الآية الكريمة . وعلى سبيل المثال عندما قال تعالى في القرآن الكريم في سورة الحديد (إنا انزلنا الحديد فيه بأس شديد) وقد اعتبر المفسرون ان كلمة انزال بمعنى خلق او تكوين وتجاوزها الى بيان معنى »بأس شديد« فأخذوا يقدمون الامثلة الدالة على قوة الحديد وسهولة طرقه وسحبه الى غير ذلك من الامثلة الدالة على قوة الحديد.

ويقول الدكتور النجار بأن الاعجاز العلمي في القرآن الكريم هو علم وانه يجب على الشخص الذي يود اعتماد الاعجاز العلمي في نقاشه ان يكون ملما بضوابط التعامل مع الاعجاز ومنها انه لا يجوز ان يدخل هذا العلم الا شخص يكون قد تكوَّن جيدا في اختصاصه , كما يجب ان يعرف اللغة العربية واساليب التعبير ودلالات اللغة وقواعدها، بالاضافة الى معرفته باسباب نزول الآيات القرآنية والناسخ والمنسوخ منها والمأثور من حديث الرسول »صلى الله عليه وسلم« وجهود المفسرين.

وشدد الدكتور النجار على ان يتحدث الشخص في الاعجاز في ميدان اختصاصه فقط، موضحا انه بالرغم من ان اختصاصه في الجيولوجيا فانه قد يتحدث احيانا عن الاعجاز العلمي في ميادين اخرى، لكنه في هذه الحالة يعتمد على اقوال علماء يثق بهم، وأنه لا يتحدث في الاعجاز القرآني في الطب لكني اشير الى اقوال المختصين الذين اطمئن لصحة حديثهم .

ورفض ادعاء من يقول ان بامكاننا استخراج كافة قواعد ونظريات العلوم الطبيعية والانسانية عن الآيات القرآنية الكريمة، وأن بعضهم قد يستند الى قول الله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) لكن هذه الآية تقتصر على ركائز الدين الاربعة وهي :العقيدة والعبادة والاخلاق والمعاملات، فهذه العناصر الاربع هي الوحيدة التي احاط القرآن بها احاطة شاملة، اما فيما يتعلق بالأمور الأخرى فان القرآن الكريم لم يذكر كل شيء يتعلق بها، والدليل على ذلك قوله تعالى (وأسألوا اهل الذكر).

وبين الدكتور النجار ان القرآن احاط بكل شيء يخص العقيدة والعبادة والاخلاق والمعاملات ؛ لانها امور تعجز الطاقة الانسانية عنها، وهذا السبب يوضح ايضا ضرورة الدين، فالعقيدة هي غيب مطلق والعبادة هي اوامر مطلقة، اما الاخلاق والمعاملات فهي ضوابط للسلوك، وهي امور تعجز الطاقة البشرية عن الاحاطة بها بشكل كامل .
وجرى في نهاية المحاضرة نقاش إتسم بالسخونة فيما بين الحضور وبين المحاضر الذي أجاب على أسئلتهم .