” على المحك ” مقال للطالبة المبدعة  ملاك عبابنه الصف العاشر

” على المحك ” مقال للطالبة المبدعة  ملاك عبابنه الصف العاشر

” على المحك ”

الطالبة ملاك عبابنه
الصف العاشر
مدرسة السيلة الثانوية للبنات

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” ومن هذا الحديث النبوي تظهر علاقة المسلم بأخيه المسلم وكيف أنها علاقة حتميّة مجبولة على الفطرة السويّة ،فالإنسان باختلاف عقيدته وجنسه ولونه وعرقه وحتى طائفته يجب أن يؤمن ويسلِّم بأهمية وجود أخيه بجانبه ودوره في بناء المجتمع وعليه وبعيداً عن كل الخلافات أن يحافظ على وحدة التكافل الاجتماعي فيما بين الناس حيث أن التكافل الاجتماعي بمفهومه العام :وحدة وترابط أفراد المجتمع الواحد ووقوفهم إلى جانب بعضهم البعض في أوقات الفرح والترح فمحبة فردٍ لفرد أساس ٌ للسلام الوجداني الروحي الذي يعم في جميع أرجاء هذا العالم ليبث طاقة إيجابية تتغلغل في النفوس فيرتقي أصحابها بفضلها وتتبلور هيبتهم في قالب من الشموخ ليصبحوا كالشيء الفريد صعب المنال .

فالتكافل الاجتماعي على أصعدته سواء أكان تكافلاً إجتماعياً بين أهل بلدة أو دولة أو حتى أمة إسلامية عربية له دور كبير يتمحور حوله نجاح الأمة وعلوّ شأنها وزيادة هيبتها وجعل أفرادها شخصيات ناجعة تمتثل لها الخلائق جميعاً . . فهو بمثابة حجر الأساس والمقوّم الذي برقيه يرتقي المجتمع فالإنسان سليم النفس ونبيل الوجدان وصاحب العقل الماسّي واليد البيضاء تُمَدُّ يده إلى أخيه في وقت شدائده ورخائه.

وبدون وعيٍ ولا شعور توطَدُ أواصر المحبة بينهم ويصبح هناك حبل حسّي يرتبط من القلب للقلب فيشعرون ويفكرون ويخططون ويحزنون ويفرحون سوياً بل إن سعادة شخصٍ ونجاحه يعتمد على الآخر وكذلك فإن حزن شخصٍ وخذلانه يحزن الآخر .

فأنت كإنسان خُلقت على فطرة سليمة وسجيّة نقية يجب أن تكون العون لصديقك وقريبك وجارك وأخيك ..فوالله لن تشعر بلذة ما دمت تحمل في صدرك مثقال ذرة من كرهٍ أو ضغينةٍ على احد فالحياة هُنيهةٌ وهي مجرد كتاب يبدأ بصفحة وينتهي بها ولن يبقى سوى مضمون هذا الكتاب وما نُظِمَ في سطوره من محبةٍ وعطاءِ سنينَ قد سلفت فعليك أن تبادر لجعل مضمون هذا الكتاب مُفعمٌ بما هو نبيلٌ وقيّم لتترك اثراً خالداً وبصمةً لا تُمحى .

فأنا كإنسان واعٍ أحمل رسالةً إنسانية يجب عليّ أن انتهج مبدأ التكافل الاجتماعي منهاجاً ونبراساً أهتدي بنوره وأن أعمل على تطبيق ما جاء به كأن أمد يد العون لأي فردٍ من أفراد مجتمعي دون طلبهم ذلك .. فأنا بهذا نشمي أحمل وسام الشهامة والرفعة ، وإن عجزتَ عن تقديم المساعدة في بعض الأحيان فبمجرد كلمة طيبة منكَ تكون قد أزحت عن ظهره جبلاٌُ قد أُثقلت خطواته بسببه .

فعندما أساعد أي شخص بالذي هو خير يتأسى بي وإن لم يشعر .

وسيفعل مع أي شخص آخر ما فعلتهُ معه وبذلك فإن شخصاً واحداً يؤثر على مجتمع بشكل إيجابي أو حتى سلبي. فوقت الحاجة لن تجد سوى أخيك .. هو من يعينك وخاصة في هذه الأوضاع السائدة وضمن هذا المحيط الملتهب الذي يعُمّه الفساد والتفكك الاجتماعي والذي يشكل عاملاً أساسياً في انهيار بعض الدول والإيداء بها إلى الهلاك فأساس التكافل الابتعاد عن الأنانية وحب الذات فلو كان هناك وحدة صفٍّ وقوة أواصر واتخاذ قلب وروح وعقل وجسد .. لما وصلت هذه المجتمعات والدول إلى ما وصلت إليه ولما كان مصيرها الضياع والانجراف في دوّامةِ الزمان .

وبمجمل الحديث وضمن علاقة تكافلٌٍ اجتماعي يحقق صلاحاً عالمياً .. فبصلاح هذا التكافل صلاحٌ للأمة وبفسادهِ تفسد وبقوة أواصره تقوى وبضعفها تضعف وتتهاون الأمم الأخرى وتتكالب عليها وهذا شيء يشجوني ويلحق كل انسان مدرك بالهم والحزن.

فمصلحة مجتمع تتفوق بقانون الطبيعة على مصلحةِ فرد وخُُلُق التكافل الاجتماعي هو من يضعُنا كمجتمعٍ على المحك نعم على المحك الذي يقودنا إلى النجاة ، أو يهوي بنا إلى الضياع . متحدين نقف متفرقين نسقط . . فلنرتقي

” على المحك ” مقال للطالبة المبدعة  ملاك عبابنه
الصف العاشر
مدرسة السيلة الثانوية للبنات/ لواء بني كنانة