كلنا في الخيانة عرب
علي الشريف
من المستغرب جدا ان ارى تعاطفا كبيرا عند البعض مع الاعتداء السوري الغاشم والاثم والذي جاء في ذكرى الاسراء والمعراج على سوريا الشقيقة بحجج واهية مضحكة .
التعاطف ياتي لان البعض يريد ان تكون الضربة قاصمة قاضية على بشار الاسد وتخلعه من جذورة لترتاح سوريا من شروره ويتوقف قتل الشعب السوري على يديه فهو الطاغية الذي يجب ان يزول مهما سفكت من دماء وتهدمت من حضارة
واهمون هؤلاء جدا بل ان وهمهم اكثر من الوهم نفسه ، قليلو الحيلة والرجاء مختبئون خلف اوهام السيد الامريكي وقوته وجبروته ،راغبون بان يقوم بالمهامات القتالية عنهم وخلع الطغاة بالنيابة عنهم حتى لو قتل الحجر والبشر والشجر.
طاغية الشام يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة بينما ايران وروسيا ومن معهم يلقون على الشعب السوري الورد وطاغية الشام يقتل شعبه بالكيماوي بينما امريكيا ترميهم بالسمن والعسل وتصنع في بلدانهم المنجزات وتبني حضاراتهم.
طاغية الشام مجرم اشر فماذا عن داعش والنصرة وجيش الزعران الغير حر ماذا عن عشرات التنظيمات التي تم حشوها بسوريا رغما عن سوريا ماذا عن العصابات المسلحة وماذا عن تركيا والعدو الغاصب الصهيوني وماذا عن العرب من المحيط الى الخليج وماذا عن ايران وحزب الله كلهم جائوا لحماية الشعب فمات نصفه ونصفه تهجر .
يقولون في امريكيا ان الضربات جاءت ردا على الكيماوي الاسدي … وفي نفس الوقت يؤكدون انها استهدفت اماكن تخزين هذا السلاح ودمرتها بالكامل .. ما اكذبهم فالمخزون الاستراتيجي السوري من السلاح الكيماوي لو تم تدميره لاباد نصف سوريا على الاقل ” هم يكذبون ونحن نمارس التصديق بلا وعي ولا تفكير.
اما الاهم فكلنا بعلم ابان حكم اوباما ان سوريا سلمت كافة اسلحتها الكيماوية بعد ان هدد اوباما بقصف سوريا ..لكن يبدو ان ذاكرتنا معطوبة مثل عواطفنا ومشطوبة مثل احلامنا .ومنهوبة مثل ثرواتنا …..
مؤسف ان نخسر القيم والكرامة ومن المخزي ايضا ان نبقى نسترق السمع الى صرخات بكارتنا التي تفض كل يوم ..وندعي الرجولة والشرف بينما الكل يمارس معنا كل انواع البغاء بدءا من افلام هولووود ونهاية باختيار الضحايا .
ايها الواهمون بان الاعتداء الامريكي سيسقط بشار لو ارادت امريكيا ان تخلع بشار لما انتظرت سبعة سنوات واكثر لتخلعه بصواريخ عابرة ولما انتظرت منه ان يختبيء ويخبيء جنوده واسلحته وهي بامكانها ان تنهي الامر بتغريدة واحده لكنهم يريدون ان يقولوا بشار باقي حتى اخر دولار .
وواهمون جدا بان صواريخ امريكيا كانت تستهدف التواجد الايراني في سوريا فالذي اعطى العراق لهم لا يضيره ان يعطيهم سوريا ولبنان وفوقهم اليمن كحبة مسك والذي قتل الملايين كي يمنحهم الحرية لن تفرق معه الامور ان قتل السوري بالبراميل او بالكيماوي او بالنووي حتى.
لن يبقى لنا شيء حتى ان بعض محطات الاعلام العربي بعد الاعتداء لا زالت تمارس الدعارة الاعلامية فنسيت الاعداء وعادت الى بداية الثورة في مزيد من التاجيج على القتل للخلاص من الطاغية الشماعة الذي لم تسقطه ثورة ولا صواريخ للان.
ومن مصائب هذا الاعلام التافه حتى النخاع الشوكي انه يستضيف خبراء بالضربات العسكرية وكل ثقافتهم انهم حين يجلسون في السيارة يضعون زوجاتهم في الخلف والمعزة في الامام اما اخر خبراتهم في المعارك فكانت ما قراوه عن حرب البسوس ويقولون الضربة تاخرت كثيرا ويا لعارهم بفتخرون بذلهم.
ما يدور الان ليس حربا على الطاغيه فهذا الطاغية باق و سيعاد انتاجه من جديد كرجل مرحلة قادمه وهذا الطاغية لم يعد يحكم على شيء حتى ملابسه الداخلية انما هو فقط فزاعة اعلامية وديكور مثالي لا ستكمال مرحلة نهب الاموال العربية وتدمير اخر القيم الاسلامية والتعايش السلمي بين المسلمين والعرب .
هذا الطاغية سيعاد انتاجه وربما يجعلون منه بطلا قوميا قاوم الاستعمار وقاتل لاجل بلاده فلا تعجزهم الطرق ولا يمكن ان يخذلهم الاعلام بينما الهبل العربي وصل الذروة والخازوق لا زال يتمدد نصفنا ينظر والنصف الاخر يقول هل من مزيد.
واهمون يا عرب قليلوا المروءة والرجولة يا عرب ارضكم مستباحه ومنهوبة اموالكم ليست لكم ثرواتكم ليست لكم .حتى قراركم ليس لكم ..وليس لكم منه شيء كلنا ادوات واحجار شطرنج يحركونها على رقعة اللعبة وكلنا جنود جاهزة للقتل في النهاية نمد الرقاب للذبح والاجساد لتكون جسرا لعبورهم ولا يجرؤ احد منا ان يعترض .
مصيبة ان نتمنى الاعتداء علينا وقتلنا وتدمير اوطاننا لننتهي من شيء نحن من صنعاه ولكن نهايته ليست بايدينا ..ومصيبة اكبر ان نخسر تعاطفنا مع انسانيتنا ومع كرامتنا فقط لاننا بلا حول ولا قوة ولاننا امة مثل الخراف معدة للذبح في اي وقت.
بالامس تم الاعتداء ايها الواهمون على سوريا بعدوان ثلاثي واطلق ما يزيد عن مائة صاروخ كاد ان ياكلها الصدا وربما اقترب عمرها الافتراضي من الانتهاء وربما كانت معده للاتلاف لكن تم اتلافها باموالنا وفوق رؤوسنا وعلى جسد كرامتنا الملطخ بالعار ومهانتنا التي ندفع ثمنها من جيوبنا والتي بدات من ايام القاهر والظافر وصوت العرب وتستمر للانفلا حررت اوطان ولا ازاحت طغاة.
طاغية الشام لن يسقط ولن يسقطوه ابدا .. لان الفاتورة لن تنتهي بعد ولان حجم السداد كبير جدا وحجم النهب والسلب سيكون اطول من الاوهام التي نعيشها من الامل والرجاء لامريكيا لان تزيح عنا طاغية فتستبدله بطغاة
للتذكير فقط وليس للتشبيه حتى لا تثور ثائرة العواطف الجياشة عند الواهمون صدام اعتبروه مشكلة العالم وقالوا يوم غزو العراق ان العالم بدون صدام افضل والعراق سيكون اجمل واليوم وبعد سنوات طويلة من استشهاد صدام ..كيف اصبح العالم وكيف اصبح العراق اصبح العالم احادي القوة…واصبح العراق لطائفة واحده تعيش وطائفة تقتل وتستباح .
وما يحدث الان هو ذات الشيء لكن دون اراقة قطرة دم واحده من بلاد العم سام وما يحدث هو حرب ضروس على كل شيء اسمه الاسلام السني اما الاموال فمنا واما الارض فارضنا واما الدم فدمنا واما الطريقة فهي بالفتنة الطائفة او الاقليمية واما الاستهداف هو للاسلام.
وليست القضية طاغية او مجرم يقتل شعبه فكلنا يقتل كلنا وكلنا ينهب كلنا وجميعنا يتامر على جميعنا وكلنا يخون كلنا وكلنا يمارس البغاء على كلنا .لكننا في حضرة السيد سام مجرد بغايا للمتعة و يمارس البغاء علينا كلنا واي بغايا من البغايا نحن .
همسة : لا يمكن ان تسقط الاوطان بصاروخ او جيوش انما تسقط بالخيانة والتفرقة العنصرية الطائقية الاقليمية ولنا في العراق مثال وفي سوريا الان اكبر مثال كما ان لنا في فيتنام مثال اكبر للاسف يا عرب كلنا في الخيانة عرب.