ناديا الروابدة والضمان الاجتماعي / ليث شبيلات

ناديا الروابدة والضمان الاجتماعي

ليث شبيلات
قبل أسبوع كنت أشتري فاكهة في مرج الحمام فعرفتني سيدة فاضلة فقالت لي أأنت هو؟ فقلت له نعم هو! . فقالت باندفاع المضطرين : أنا داخلة عليك بطلب فلا تردني ! فقلت لها: إن استطعت ! وحضرت نفسي بصبر على طلب شخصي فإذا بها تقول لي بحرارة شديدة : خلوا لنا ناديا الروابدة ! فقلت لها أولا من أنا لأخاطب بـ”خلوا لنا ” أنا تركت المؤسسات السياسية منذ زمان. ثم ما لها ناديا الروابدة؟
قالت لي إن عقدها كمدير عام للضمان ينتهي في نيسان ويبدو أنهم لن يجددوا لها.
فقلت لها أنا بعيد جدا عن الحياة العامة أطل من وقت إلى آخر وليس لدي معلومات عن ناديا وإنجازها ولا أستطيع بذلك أن أدلو بدلوي. فأصرت علي وكأنني صاحب القرار قائلة إنك هام جدا فلا تتخلى عن طلبي قلت لها وما شأنك أنت بناديا قالت لي أنا موظفة في المؤسسة وهي مديرتي ( ليست المديرة المباشرة) وتعال واسأل الموظفين عن ناديا! فاعتذرت وقلت إن صحت عندي معلومات فسأتخذ موقفاً . وانصرفنا.
بقي إلحاح المرأة في رأسي. ورغم أن أباها لناديا يخاصمني بوجهه العابس إلا أنني فكرت : ما شأن ناديا بأبيها؟ ثم الأهم إن كانت حريصة على مصلحة الضمان فلماذا نحرمها دعمنا المعنوي إذ لا دعم آخر عندنا.
فبدأت أسأل كلما سمح لي ظرف الإلتقاء بمن يعرف عن شؤون الضمان من موظفين وماليين على اتصال فتأتيني الإجابة بما هو أقرب إلى ما قالته لي السيدة إلا بعض من يرى أنها جزء من صراع نفوذ العائلات.
حتى قرأت اليوم مهزلة جريمة تسهيل التسلل إلى أموال الضمان عن طريق قرار مجلس هو من اختراعات مرحلة الديجيتال التي تم تعديل بضع وأربعون مادة من الدستور فيها على شكل إسهال أصاب الجسم الدستوري بالجفاف . وكانت المخرجات فيه متناسبة مع لفظة اسهال التي استعملناها فاتصلت بأمجد المجالي الذي كان رئيساً لمجلس إدارة الضمان كوزير للعمل والذي أوقف هجوم باسم والديجيتال على الصندوق إذ كانوا يريدون استثمار الأموال في البورصات العالمية . أولئك الذين يحظون بالرعاية الكاملة لمن لا يرتاح إلا بصحبة الحرامية والذي يتلاعب بالبلد كما يشاء إذ يجد أمامه شخصيات أردنية مخصية (إلا ما رحم ربي ممن لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين.) ويتلاعب بأراضي البلد وثرواته وبمستقبله دون حتى مشاورة “مجلس بلدية الأردن الكبرى” المشكّل من شبه حكومة بنطلونات قصيرة يمصون الأصابع وينتظرون التعليمات ، ونوائب دهر حلوا على الشعب هم أقرب إلى عموم البلوى منهم إلى الحارس الأمين ( كالمستجير من الرمضاء بالماء) وأعيان ؟ يخزي العين حولهم وحواليهم .
قال لي أمجد أتريد الصحيح أم ابن عمه؟ فقلت له وهل تعلم بأنني أرضى بغير الحقيقة ؟ فقال لي لا تلتفت إلى ما يشاع حولها فذاك افتراء. وذكر لي ناديا بخير كثير بدءًا من أمانتها وقوة شخصيتها وعمق فهمها للقوانين التي تحكم الضمان وأسلوب العمل في المؤسسة بحيث تستطيع أن تحبط نتائج أي نقاش يراد به التسلل إلى حمى الصندوق فسألته هل تعتقد هناك من يستهدفها ؟ فقال لي كلا ! بل هي بما تشكله من عقبة كأداء لا يستطيع الحرامية تجاوزها المقصودة ممن يريدون فتح منافذ على أموال الضمان.
إن الضمان الاجتماعي مستهدف كما شهد أمجد اليوم ، وكذلك بالأمس خالد الوزني على الهواء إذ صرح لأول مرة علناً ان استقالته كمدير للضمان كان سببها هذا الموضوع . فليهب النائمون من سباتهم حيث كما يبدون “نامت نواطير مصر عن ثعالبها فبشمن وما تفنى العناقيد” ..
إن على كل أردني أن يهب لحراسة صندوق الضمان من شفاطات شفط خيرات الصندوق ، وإن كل من يهمل ويسكت مجرم في حق بلده.
تحية لك ناديا الروابدة . وأشكر السيدة الفاضلة التي تسببت في أن أقوم بالبحث والتقصي فأسر بما عرفته عن شخصك مع ازدياد ألمي على ما يحصل في بلدي وفي صناديقه المالية وثرواته فضلاً عن سياساته الداخلية والخارجية . وسلامي لعبد الرؤوف زميلي في الجامعة وقولي له إن ليثاً ليس عنده لحية ممشطة ، وأمانته تجعله لا يغبط أصحاب الحق حقوقهم دون الالتفاف إلى عواطفه.