لماذا أنا/ نحن.. هكذا..؟! / فهمي العبد العزيز الزعبي

لماذا أنا/ نحن.. هكذا..؟! 

فهمي العبد العزيز الزعبي

عادة ما تشهد الرمثا تزاحم منقطع النظير في المجال العام حين يحل زمنه ومناسبته؛ فما أن تطل الانتخابات أو نشتم رائحتها حتى يتنطح معظمنا لها بعد “غفوة وبيات” شتوي انتخابي طويل، وكذلك الأمر حين تداهمنا أحداث وطنية وإقليمية ودولية؛ لتطفو على سطحنا تشكيكات واتهامات وتقزيمات وتحريظات، خلاصتها “أنا الفهمان” الوحيد والباقي لينزاح عني إلى ورا.. خاصة إذا ما كان الحدث أو المناسبة فرصتي لجني المكاسب الشخصية، فيشتعل التزاحم على أشده بيننا، وكل يريد إقصاء كلنا، بينما يعتلي “قضب الشل” ألسنتنا و”تقزيم” الآخر لدرجة “ما حدا منا بعين حدا”، ولا “حدا بيتشيل بصاع حدا”، لكن المفارقة المكشوفة أنني ما أن ألتقي بهذا “إلي قرقطت اعظامه” قبل ثانية حتى أهجم على “اخدوده تمطيقا وحبحبة”..؟!

مع ذلك فإن ما يُسجل للرمثا إيجابيا، أنها بلدة حيوية فاعلة لا ترضى أن تمر أحداثها الداخلية والخارجية وتبقى متفرجة، ولا تقبل إلا أن تكون فاعلة لتضع بصماتها ولا تفوت فرصة المناسبة، وهذه ميزة “رمثاوية” خاصة تدلل على حيوية أهلها وعدم قبولهم العيش على الهامش، قل ما تتمتع به معظم المدن والبلدات الأردنية الأخرى، لكن في المقابل تتميز على المستوى السلبي؛ بتزاحم محتدم بين مكوناتها بكل أطيافها؛ الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، دونما تفهم ضرورة وجود “تخصص أو تقسيم عمل”، فيختلط الحابل بالنابل، لينبري كل منا بالتزاحم على تولي الأمر وقيادته، باعتباره “الفهمان” الوحيد الأوحد والجدير بالقيادة، فتعتلي شهية احتلال الكراسي الأمامية، ليظهر جميعنا خبراء بخبز جميع أنواع الخبز من “كماج الطابون” مرورا بالإفرنجي وصولا إلى العربي “المشروح”، وعند هذا تختفي قاعدة “اعطي الخبز لخبازته”..؟!

ربما هذا ما بدا واضحا بشأن اختيار الرمثا.. مدينة اردنية ثقافية لعام 2018، فتنطح للأمر كثير من الأفراد “إلي ما دخلهم بالطبخة”، ما فرض على وزارة الثقافة أن تتولى الملف الثقافي برمته، من لحظة إعداده وحتى نقطة بداية تنفيذ فعالياته، متذمرة مننا نحن “الرماثنة” بسبب تزاحم كل منا “ليدير النار إلى قرصه”، هذا غير التصريحات والتلميحات مننا نحن أنفسنا ضد بعضنا بعضا، و”قضب الشل” المتبادل بيننا، ما استبعد كثير من خبراء الثقافة وأهلها، وحال دون وجود فعاليات ثقافية نوعية؛ غير الدبكة و”الإكباب والخبز ببصل”، على أهميتها التراثية، فانشغل بعضنا بـ”الهبرة”، وربما هذا ما دفع وزارة الثقافة لتخفيض الدعم إلى (70) ألف دينار فقط لا غير، معلنين أسفهم و”ضرب الكف على الكف” على تزاحمنا؛ جماعات وأفرادا، واختفاء الرمثا، لصالح أن لا “يطل رأسه من عدلها”، سوى أنا..؟!