نقمة الرياضة / علي الشريف

نقمة الرياضة

علي الشريف
لا استطيع تخيل حالة الاحتقان الجماهيري التي تكاد تصل الذروة بين جماهير اندية نحبهم ونحترمهم ونقدر دورهم في رفد منتخباتنا وتشجيعها بل انهما يمثلان ركن اساس من نسيجنا الوطني الرائع الذي باتت تشوهه الرياضة الاردنية بكل ما تحمل العبارة من معاني.

قبل فترة ومن خلال عملي في مجال الاعلام الرياضي كنت اتجاذب اطراف الحديث مع رئيس نادي الرمثا الاستاذ عبد الحليم سمارة الذي اكد لي على الدوام ومن خلال اكثر من حديث على عمق العلاقة التي تربط بينه وبين رئيس النادي الفيصلي الشيخ سلطان العدوان وبين الناديين .
الامر ذاته كان يؤكده كل اعضاء ادارة الفيصلي على الدوام لكن الفترة الاخيرة شهدت توترا مخيفا وعنيفا ربما لم ينتبه لخطورته احد او انه لا يريد ان ينتبه لخطورته احد لا اتحاد ولا مؤسسات دولة ولا حتى ادارات اندية ولا جماهير.
غريب عجيب ما وصل اليه الامر ثمة شتم للاعراض وثمة تحريض عنيف وتحدي وتوعد وثمة احتقان ان شهد اي خطا فلربما يوقعنا بمصيبة تصل حدود الكارثة والتي لن تطوقها لا الجاهات ولا العطوات ولا فناجين القهوة ..ولا يمكن ان توقفها الف عباءة .
الرمثا هو الفريق الاردني الاول الذي اصدر بيان تضامن مع الفيصلي ابان ما حدث في بطولة الاندية العربية …وهذا الامر قدرته جيدا ادارة الفيصلي بل ثمنته … وللامانه فان الفيصلي كنادي يبجل ويحترم نادي الرمثا لكن من الذي اوصل الحالة الجماهيرية الى مثل هذا الاحتقان.
لم يدرك البعض ان وحدتنا الوطنية بقيت عصية على المشاغبين على مدار العمر .. ولم يستطع احد ان يشوه هذا النسيج الجميل بكل الطرق ولكنه بات يجد ضالته عبر الرياضة فمرة نسمع نادي الاردنيين ونادي الفلسطيين ومرة نسمع نادي الشمال ونادي الجنوب وتارة نسمع نادي العشائر ونادي المدينة والقروية ونادي الشركس .
طبعا هذا الامر جديد استغله البعض سواء من الداخل او الخارج لبث الفرقة لتحقيق مارب كما ان البعض من الخارج بات يعذيه بشكل غير طبيعي مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الاعلامي المفتوح وعشرات بل مئات الاسماء الوهمية الغير معروفه وعدد لا باس به من الزعران الذين يتسيدون المدرجات للاستعراض.
حين وقف جمهور الفيصلي يهتف للاسرى فانه اسقط محاولات اللعب على دف اردني فلسطيني وحين وقف جمهور الرمثا يهتف … للفيصلي والوحدات وينصر القدس اسقط ايضا محاولات الصغار الذين يدفعون باتجاه الفوضى وحين وقف جمهور الوحدات يحمل صور القلعة في الكرك واسد القلعة اعلن للجميع ان هناك حدودا فلا يتعداها احد.
واغرب ما نراه الان من البعض الذين يكتبون خلف اسمائهم اعلامي … انهم باتو يغذون منهج التخريب من خلال التحريض المباشر على ادارات الاندية واتهامها بالف اتهام لتحقيق مارب او غاية لا يعلمها الا الله وهم ..والغريب اننا نجد من يندفع للتسحيج لمثلهم فهم ينقلون الشغب للبيت الصغير بطريقة ممنهجة مدروسة.
ومن المؤسف حقا ان نفس هؤلاء السقط باتوا ينثرون الفوضى في كل مكان مستغلين وسائل التواصل الاجتماعي وحالات المنافسة الشريفة بين الاندية ليصنعوا من كل شيء قصة وعندما تحتد الامور يلوذون بالصمت .
لتفهم جماهير الاندية الاردنية اننا بلد مستهدف يدبر لنا ليل ونهار لضرب اسافين الفرقة بيننا وان نتخاصم وننقل صورة غير حضارية عنا اولا وعن بلدنا …وليفهم البعض ان هناك اطفال صغار يتابعون ويهتمون بالرياضة باتت تنتقل اليهم عدوى الشتم والمسبات لينشا جيلا فيما بعد لا يعرف غير التخريب.
وليفهم الجميع ان هناك اسر باكملها تتابع الرياضة وعائلات تتالم وامهات تخفي الدمع حين تسمع شتيمتها عبر الشاشات …وقوم يرفضون كل هذه الامور ..بل ينددون بها ويستنكرون …
وللامانه فان الاخطاء تكررت كثيرا فوق المدرجات دون رادع وحسيب ودون حساب وعقاب لمن يخطي ويسيء فالنادي لا يمكن ان يسيطر على جمهور ولكنه يمكن ان يسيطر على قادة الجمهور فكل ما يحدث الان من شغب واتهامات وشتائم هو نتاج فيديو واحد وكلمة استعراضية واحده الهبت الجميع .
ولم يحاسب احد بل المصيبة بقي من يسيء ومن ينثر الفتنة حاضرا بكل مكان وفوق كل المدرجات حتى ان تذكرته للاسف تصرف بطلب من النادي لتكون بطاقة دخول مجانيةوكان مدرجاتنا لا تكون الا بهم.
اليوم خلافات وسب وشتائم وقذف محصنات ونعت باوصاف لم نك لنعهدها في بلدنا ولا على مدرجاتنا ..فماذا سيكون الغد ان استمرأ البعض على كل القيم والاخلاق والعادات والتقاليد .
الا يوجد راشد واحد يطوق هذه الامور … فثمة فتنه كانت نائمة وهناك من يريد ان يوقظها …وثمة نسيج وطني جميل يريد البعض ان يشوه وجهه …وثمة اخلاق باتت معدومه تجرح عشرات الاف بتصرفاتها …
والاهم ان هناك وطن يراد له ان ينتهي فهل تنهيه الرياضة … وطن على امتداد عمره كان مثل الاسرة فهل اصبحت الاسرة شعوبا وقبائل لا تريد ان تتعارف وتتمزق بسبب قطعة من الجلد ومجون كروي وصل حد التفاهة …وشخص اكثر تفاهة اشعل فتنه طويلة لانه يريد ان يظهر مباشر…
خلاصة الامر …. وا اسفاه على الرياضة التي اسقطت كل المحارم وتريد ان تدمر الاخوة والمحبة بين الناس ….وا أسفاه على كل ادارة لملمت بلطجية وزعران وجعلت لهم اسماء واعطتهم لقب قادة يقودون الجماهير ومنحتهم ميزات وبعضهم كان يستجدي الناس في اكثر من مناسبة…
…. و وا اسفاه على مارك الذي اوجد ميزة المباشر ..وا اسفاه على التعليمات التي للان لم تستطع ان تجد حلا واحدا لوقف شتم الاعراض وياليت تعصبنا كان لقضايا امتنا او لقضايانا لما وصلنا الى مرحلة الفقر الذي نحن فيه والسقوط الفاضح
اعزائي وبكل اختصار ..ان لم يكن الفوز متوجا بالاخلاق فهو هزيمة نكراء…وما اكثر هزائمنا فلا تزيدونا جراحا والاما …لا تصنعوا فرقة بيننا دون قصد…فما انتم وهم وانا ..الا حطب يريد البعض ان يجعله وقودا …ليمر فوق اجسادنا.