التعديل والمحاصصة وأسئلة حائرة / عساف الشوبكي
التعديل والمحاصصة وأسئلة حائرة
عساف الشوبكي
كيف يتم الإصلاح بينما لا تزال المراكز والمواقع والمناصب في الوطن هي كعكة المتنفذين تتوزع محاصصةً مصلحيةً بالدرجة الاولى ثم تجميلية قبليةً وعشائريةً وجهوية ومناطقية فيما بينهم للراضين عنهم في صالونات عمان الغربية لتسكيت المطالبين بالعدل والآنصاف والمساواة والحياة الكريمة؟
كيف لهذا الوطن ان يتقدم والمحاصصة في هذه المرحلة الصعبة من عمر الوطن لازالت عنوان تشكيل الحكومات وتسنم المواقع في سلطات الدولة ومؤسساتها المختلفة ؟
متى تنتهي المحاصصة في إختيار الوزراء والأمناء العامين والمدراء ورؤساء مجالس الادارة وأعضاء الإدارات والمستشارين والموظفين الكبار ولماذا لا يتم اختيار الرجل المناسب للموقع المناسب؟،
وأين الالتزام بمحتوى أوراق الملك النقاشية السبع عند اختيار المسؤولين؟.
أين حصص كثير من الفئات والأهالي والقطاعات الاجتماعية والعشائر في البوادي والاغوار والارياف والمحافظات والألوية والنواحي والمخيمات من الرمثا حتى العقبة والتي لم تتعود المطالبة بحقها في المحاصصة؟
أم أن الساكتين الحامدين الشاكرين الراضين والمحافظين على وحدة الشعب وتقوية نسيجه ، لا يُحسب لهم حساب وليس لهم حصة في كعكة مصالح اصحاب النفوذ وحقوقهم ضائعة وليسوا مواطنين من الدرجة الاولى؟
مهما حَسّنَ الرئيس الملقي وعدّل واخرج وزراء وادخل غيرهم
فإن هذا التعديل هو جراحة تجميلية لا تغني الفقراء ولا تسمن من جاعوا ولا تشغل الشباب المتعطلين عن العمل ولا تتراجع عن الغلاء المرعب جراء الضرائب التي فرضتها الحكومة ووافق عليها مجلس النواب والتي جارت وأمعنت ظلماً بالمواطنين ،
المطلوب ليس تدوير الكراسي والمحاصصة الشكلية وتقريب المقربين الذين لا يمثلون الشعب ولا يمثلون محافظاتهم ومناطقهم ولا يسكنونها في لعبة فساد المصالح ، بل المطلوب اختيار الأفضل في معايير اختيار وطنية عادلة ونزيهة وشفافة وتغيير النهج ورفع سوية معيشة وحياة الناس وإخراج الأردنيين من زجاجة الحكومات الضعيفة المتردية والمهادنة للفساد.
والمطلوب اعادة اموال ومؤسسات وثروات الوطن المنهوبة وارسال كبار الفاسدين الى القضاء العادل.
والمطلوب الشروع في إصلاح حقيقي شامل سياسي واقتصادي واداري وتعليمي وصحي وحكم محلي ونقل وشؤون اجتماعية ومعالجة وحلول للفقر والبطالة،
فهل يقبلون بالإصلاح أم ان الإصلاح في غير صالحهم وامتيازاتهم ومصالحهم ؟
د. عساف الشوبكي