مش ماين عليها / رائد عبدالرحمن حجازي

مش ماين عليها

رائد عبدالرحمن حجازي

تم إبلاغ المختار مثقال بأن مندوب الصدر الأعظم بالباب العالي سيقوم بزيارة تفقدية لعدة مناطق للإطمئنان على الأوضاع ومتابعة شؤون البلاد , وقرية المختار مثقال ستكون إحدا هذه المناطق . لذلك جمع المختار مثقال رجالات القرية وتباحث معهم في تفصيلات الزيارة والتجهيز لها فقال لهم : اسمعوا يا جماعة الخير ترى هاظا اللي جاي يزورنا مش حيالله واحد , هاظا مندوب الصدر الأعظم يعني بدنا نسوي له استقبال يلوق بمقامه . بالنسبة للأكل بدي الكل يشارك باللي بقدر عليه . فاهمين ؟ مش غد الاقي الكل مشارك بالحطب والمي وتنسوا الذبايح !!! .
وهنا قاطعه رسمي أبو الضباع قائلاً : يعني ما بوكلش حظرته برغل وجاج ؟ فيجيبه مثقال : لا بوكل يا رسمي , بس عاد زلمة مثل هاظ وجايييييك من أخر الدنيا بدك تطعمه جاج , وشو بدك اياه يعزر علينا عند أهله وقرايبينوا يومنه يرجع . فيتدخل ثلجي ويقول : يا جماعة الخير المختار أبو طايل معاه حق , إحنا لازم نظهر كرمنا , وبعدين هالأتشمن راس حلال بعوظنا الله بدالهم . فيرد مثقال : بتحشي مزبوط يا ثلجي , وبعدين هاظا المندوب جاي بده يسمع منا ويشوف شو في طلبات للقرية وأهلها . فيقول سالم الدعدورة : عمنحقة يا مختار ؟ لعاد بدنا اسبطار بالقرية وبالمرة خليهم يرصفولنا طريق القرية بالحجار مثل ما رصفوا طريق القرية اللي بحدنا , وبدنا كمان يغيروا هاظا المعشر اللي بيجي بلم المال والعشار اللي سحنته بتقطع الرزق , وبدنا كمان …. وهنا قاطعه المختار مثقال وقال : على مهلك يا سالم , إن شاالله بس يقعد الزلمة كل واحد بده يصير يطلب طلب على كيفه ؟ فيرد سالم : آه لعاد هو لويش جاي ؟ فيقترح مثقال ويقول : اسمعوا يا جماعة , عُقب الأكل أني بطلب الطلبات من المندوب بطريقة مؤدبة مشان ما يفكر إنه قدمنا له الأكل مشان يلبي طلباتنا .
حضر المندوب ومرافقيه وتم استقبالهم أحسن استقبال ووضع الطعام أمامهم وقال المختار للحضور : اتفظلوا عالميسور يا جماعة الخير , وما أن مد مثقال يده ليتناول قطعة لحم كبيرة ليضعها أمام المندوب وإذ بصوت عالي يخرج من مؤخرته . عاد مثقال للخلف محرجاً مما صدر منه ولكن أحداً لم يعيره أي انتباه ولم ينظر له أي من الحضور . تفاجأ مثقال واستمر الجميع بتناول الطعام وكأن شيئاً لم يحدث .
بعد الإنتهاء من تناول الطعام وشرب الشاي والقهوة راحت عيون أهل القرية تغامز عيون مثقال ليذّكروه بمطالبهم العامة . لكن مثقال لم يحرك ساكناً . إنتهت الزيارة وقدم مندوب الصدر الأعظم شكره لأهل القرية على حفاوة الإستقبال والكرم وغادر ووفده القرية . وهنا التم الرجال حول مثقال معاتبين حيث قال رسمي : الله يسامحك يا مختار لويش ما طلبت ولا طلب من اللي اتفقنا عليهم ؟ ولا خفت من المندوب يقيمك عن المخترة ؟ فقال مثقال : هسع بدي أسألكوا سؤال أنتوا سمعتوا الصوت اللي طلع مني يومني قدمت عالأكل ولا لأ ؟ نظر الرجال بوجوه بعضهم البعض مستغربين من سؤال مثقال وبنفس الوقت أجابوه بالنفي خوفاً من إحراجه للمرة الثانية . ولكن مثقال قال لهم : اسمعوا تا احتشيلكوا أنتوا سمعتوا الصوت وغرشتوا من خوف ما تحرجوني وأني مقدر ليكم هالمعروف . فيقول رسمي : طيب شو دخل هالحتشي بالطلبات ؟ فيقول المختار : ولك يا رسمي إذا أني مش ماين على مؤخرتي بدك ياني أمون على مندوب الصدر الأعظم !