كشك ابو العبد الزرعيني لا زال حاضرا في ذاكرة ابناء الشمال

كنانه نيوز – ثقافة – بكر محمد عبيدات

” ابو العبد الزرعيني ” تماما كما خرزات اربد تماما مع الاختلاف في بعض التفصيلات , صاحب أقدم كشك لبيع الكتب في وسط مدينة اربد التجاري , وتعود قصة أحمد محمود درويش الزرعيني “ابو العبد” صاحب اقدم كشك لبيع الكتب في مدينة إربد مع الكتب والثقافة إلى العام 1953، عندما هجر المدرسة بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وبدأ حياته العملية بائعا متجولا للصحف والمجلات كسبا للرزق .

وكان الفتى اليافع الذي هاجر من فلسطين إلى الأردن مع أهله العام 1948 يذهب كل صباح الى وكالة توزيع الكتب في اربد ليتأبط مجموعة من الصحف اليومية والجرائد والمجلات، ويعرضها على الرصيف أمام سينما “دنيا” وسط المدينة ليكسب منها ما يتيسر للانفاق على أسرته.
ويقول أبو العبد الذي تجاوز الثمانين من عمره بسنوات لكنانه نيوز بأنه واصل هذا العمل لسنوات طويلة كمصدر رزق وحيد، وتمكن من خلاله من تثقيف نفسي، حيث كنت أمضي سحابة النهار ببيع الصحف والمجلات وقراءتها، الى ان تمكنت من فتح بسطة خاصة بي لبيع الكتب والصحف والمجلات على الرصيف”، مستذكرا اسماء بعض الصحف التي كان يبيعها في تلك الايام، ومنها “الجهاد” و”فلسطين” و”المنار” و”الأردن” و”مجلة الميثاق” , وأنه بسافر الى عمان ودمشق والقدس ونابلس، ويبحث على الارصفة وفي المكتبات في تلك المدن عن الكتب ذات المضمون الأدبي والثقافي المتميز، فاشتريها وأعود بها إلى إربد لابيعها للباحثين عن الثقافة والمعرفة”.
ولفت الى أنه تمكن في العام 1979 من تحويل بسطته على الرصيف إلى كشك ثابت ودائم يقع في ميدان الملك عبدالله وسط اربد، وأصبح اليوم جزءا من الحياة الثقافية والادبية في المحافظة، ومعلما ثقافيا يزود الباحثين والطلاب بالكتب والمجلات.
وأشار ابو علي ,,صاحب الكشك القديم الى أنه لم يعد هناك كثير إهتمام من قبل المعنيين بالكتب ولا بالثقافة , وباتت الجهات المعنية تضيق الخناق على المواطنين الغلابى , الذين يجدون ويواجهون مصاعب كثيرة في سبيل تأمين لقمة عيش كريمة لهم وأسرهم , لافتا الى ان غالبية مرتادي الكشك هم من هذه الفئة الغلبانه وليس من طبقات المجتمع العليا التي لا تجد وقتا ..للقراءة وإضاعته في أمور بنظرها ليست بذات منفعة , وان خير الامور الابتعاد عن مخالطة الناس غير الواعية .

ويضم كشك أبو العبد مختلف الكتب الأدبية والثقافية والسياسية والدينية، وكتب الطبخ والتداوي بالأعشاب وقصص الأطفال وغيرها، ويرتاده المثقفون والكتاب أمثال الدكتور قاسم ابو عين، وهاشم غرايبة وعبدالرؤوف التل والشاعر نايف ابو عبيد والروائي الناقد الدكتور سليمان الأزرعي والدكتور شحادة الناطور.

ومن يصادف “ابو العبد” بنظارته السوداء الداكنة من دون ان يعرفه لا يتوقع منه ذلك القدر الكبير من الثقافة والمعرفة، ولكن تدهشك سعة اطلاعه وغزارة المعلومات التي يختزنها في ذاكرته.