كنا خير امة اخرجت للناس/ علي الشريف

كنا خير امة اخرجت للناس/ علي الشريف

لما نستكين الى انفسنا ذات وقت ونعاود شريط الذكريات نستحضر الايام التي مرت ونبدا بمراجعة ما كان فاننا بلاشك سنبكي وسنضحك ولكن لا يمكن ان يجتمع البكاء والضحك سويا.
صرت على مشارف الخمسين ولا زلت اراجع شريط الذكريات التي تمر بخاطري ومن خلال هذه الذكريات انني سمعت ما يقارب من 50 الف خطاب رنان وخمسين الف كلمة ثورجية… وما يقارب المئة مليون دعاء على العدو الصهيوني .
نحن مثل الرجل الذي جلس يدعوا الله ان يرزقه ولد دون زواج… تماما هذا ما ينطبق علينا وبعد ان وصلت الى خريف العمر اكتشفت اننا امة فاتها القطار .
وبعد كل ما سمعت اكتشفت اننا لا نريد ان نفعل شيئا بل لا نستطيع ان نفعل شيئا كي نهزم اسرائيل رغم ان الله عز وجل امرنا بالدعاء ولكنه اعطانا تكنولوجيا واعدوا لهم ما استطعتم ولم يامرنا ان ان نضاهيههم بالعدة والعتاد لكننا اجتبنا واعدوا واتبعنا الدعاء نريد نصرا على المرتاح.
صدقوني نحن العرب يمكن ان ننسى اي قضية بلعبة كرة قدم ويمكن ان نتقاتل لاجل لعبة شدة..ويمكن ان تنشب بيننا المعارك بسبب انتخابات قرارها ليس بايدينا… كما اننا موجهون دائما ومتهمون دائما….ومهزومون دائما.
قرانا اننا سنقاتل اليهود حتى ينطق الحجر والشجر وجلسنا ننتظر ان ينطق الحجر والشجر نسينا ان المشكلة فينا وليست في اليهود… ومن ثم تعلمنا انهم اعداء وبان القدس عاصمة فلسطين لتمر الايام ونرى اعرابا يعلنون البراءة من القدس وبانها ليست قضيتهم ومن ثم يجاهرون بانهم لن ينصروا الاقصى وليطل علينا غيرهم بمديح النتن ياهو ليقول له لك العقبى يا نتنياهو من قبل ومن بعد.
نحن في زمان الاخ الذي يسرق مال اخيه ومن ثم يحمد الله على الرزقة فاذا ما سرقه احد كان اجبن من ان يتكلم…ونحن في زمان الشقيقة التي اعتبرت ان صلة الارحام توجب الطاعة العمياء والا حل غضب الله..ومن ثم تقوم بتمزيق الارحام وتشتيتها .ونحن في زمان البكاء على الاطلال حتى اصبحنا بلا مستقبل.
لقد قرا يهود تاريخنا فاخذوا منه عنترة والزير سالم والشعر والحب والكرم فعمقوه في عقولنا بل اننا صرنا من فرط كرمنا نكرم بالاوطان تركوا لنا تاريخ مزيف واخذوا كل الحاضر والمستقبل… زرعوا فينا كل خلافات الدنيا واخذوا هم الامن والاستقرار …
كيف نتتصر ؟والدين عندنا اصبح كيف تدخل الحمام ؟ وما هي اركان الوضوء ..ومتى هي اجمل لحظات النكاح؟؟؟ وكيف ننتتصر والصلاة عندنا اصبحت عادة وليست عبادة…وبعض اللحى للزينة…
كيف ننتتصر؟وشبابنا لا يلبسون الا الخصر الساحل ولباس قوم لوط ويتزينون بذقن الصهيوني هرتزل بل يتباهون به… والمصيبة تسمى لحية الهيبة…اي هيبة والخصر سحل الى ما تحت الاقدام.
صدقوني لن تستقيم امورنا ابدا مادام …في خواصرنا اقوام … اخذتهم العزة بالاثم وما دمنا نقاتل بالكلمات فقط والدعاء…وما دام البعض يغلق المساجد ويفتح الكنس ولن تستقيم امورنا ابدا ما دمنا نؤمن بان تاريخنا مجيد ..ونبقى فيه دون ان نفكر لحظة في المستقبل .
تعلمنا ان نمشي الحيط الحيط ونقول يا رب الستر … فكيف ننتصر ؟ علمنا اولادنا ان يكونوا حذرين من ابن العم وابن الجار ..وابن الخال لانه حسود.. فكيف ننتصر؟.. تقسمنا من فرط هبلنا بين امم واقوام رغم اننا كلنا بلسان واحد ودين واحد وعرف واحد…. فكيف نتتصر ..
كيف ننتصر حين يكون القاتل بطلا والقتيل الذي يدافع عن دينه وارضه ارهابي؟ كيف ننتصر وذكرياتنا مليئة بالهزائم ؟ كيف ننتصر؟ ونحن لا زلنا ننظر الى الخرائط على اننا وطن وفي الحقيقة اوطان وشعوب وقبائل لا تريد ان تتعارف.
كيف ننتتصر ونحن تفرقنا لعبة كرة قدم ؟ كيف ننتصر وكل الخير عندنا لكننا لا نستطيع ان ناخذ منه شيء؟ وكيف ننتصر ؟ وكل تفكيرنا بين اقدامنا وفي بطوننا؟ في كيف نتصر؟ اذا كان التفكير بالجهاد يؤدي بنا الى حبل المشنقة …ونحن نعلم ان الاقصى والقدس وفلسطين لن يردها الينا الا الجهاد.
هل بتنا نثق بالعلماء لا اعتقد فكل العلماء الان اما في السجون او هم علماء السلاطين ؟هل بتنا نثق بمدارسنا…لم نعد نثق فالمدارس اصبحت فقط عبارة عن فترة تجميع للطلاب تبدا وتنتهي بوقت….هل لدينا القدرة ان نثق بجامعاتنا … اذا كان من يرعاها يعتبرها مزرعة فاراق العلم في المشاجرات وعلى عرض الازياء..
كيف نتتصر حين تصبح القبلية هي المسيطرة وحين تصبح العشيرة اقوى من الوطن …وحين تصبح الاوطان مزارع …وحين يصبح الوطن قطعة ارض نعيش عليها ولا تعيش فينا ..
كنا خير امة اخرجت للناس ..وبافعالنا اصبحنا امة ضحكت من جهلها الامم ..