شمروا عن السواعد …واعدوا/ علي الشريف

شمروا عن السواعد …واعدوا/ علي الشريف

في بعض الاحيان يصاب الانسان بالم في اسنانه وكما نعلم فان الم الاسنان مؤلم جدا حتى يصل حد ضرب الراس بالحائط.
نحتاج ازاء ذاك الوجع الى بعض المسكنات التي تهديء من روعنا وربما نحتاج الى قتل العصب وازالته الامر الذي ينهي السن وربما نحتاج الى التلبيس لينتهي الالم لكن الواقع يبقى يقول ان السن صناعي وغريب عن الجسم .
اخر مور العلاج تاتي بالخلع وقد نتالم وقت ابرة البرنج وبعد الخلع ربما يسيل منا بعض الدم لكن الامر ينتهي بعد ايام ونرتاح ونهدا فلا نحتاج لضرب الراس بالحائط.
اسرائيل هي مثل السن الخربان في الفم تؤلم دائما ورغم اننا في بادي الامر اخذنا بعض المسكنات من قرارات الامم المتحده واستكنا اليها طويلا الا ان هذا السن عاد يبتزنا في الالم .. فقلنا نقتل العصب ودخلنا معاهدات سلام هدانا من الوجع قليلا وقلنا لعل القادم افضل واجمل الا انها عادت تضرب كل انحاء الفك فزاد الالم ولم نعد ندري اين العلاج.
لم نتوقف عن محاولة التطبيب تنازلنا عن اراضي 48 ومن ثم تنازلنا عن اراضي بنسبة كبيرة من 67 حاصرنا غزة بكل فجور ومن ثم قدمنا لهم القدس الغربية عاصمة و تسابق العربان على التطبيع بل تباهى البعض بالتطبيع واصبح الغزل باسرائيل واجبا قوميا وامنها اصبح هاجسا يوميا وكل ذلك ليهدا المنا لكن الامر لم ينتهي فاستمر الالم يزيد ويزيد.
اسرائيل هي راس البلاء وراس الالم واسبابه والحل الوحيد معها لا ياتي الا بخلعها من جذورها كما نخلع السن التالفة قبل ان تتلف باقي الاسنان بسببها ولكن من يبدا بالخلع.
300 مليون عربي كانوا يقولون فلسطين عربية تنازلوا الى الضفة الغربية ومن ثم تنازلوا الى القدس ومن ثم اصبح الحديث عن القدس انها اصبحت عاصمة اسرائيل فما الفرق ان كانت كل فلسطين مستباحة ومغتصبة.
ثلاثة مائة مليون عربي يحيطون باسرائيل مثل احاطة السوار بالمعصم وجيوش جراره واسلحة وثروات وخطابات ونياشين واستعراضات ومناورات ولا زالت فلسطين تضيع من البحر الى النهر ومن حدود لبنان الى حدود البحر الاحمر .
من يحضر كماشة الخلع ليخلع هذا الوجع المتتد فينا من الوريد حتى قمة الوريد … ووالله لو ذهب المطربون وخلفهم الراقصات يضربون الدفوف على الحدود لانهارت اسرائيل…ووالله لو كل عربي اطلق رصاصة واحده من بندقية صيد لما بقي جبان واحد هناك …واقسم بالله لو بصق كل عربي بصقة واحده على اسرائيل لاغرقناها بالبصاق ..
هذا عن العرب فما بالكم اذا كان خلفهم ملياري مسلم كعمق استرتيجي لهم بكل ثرواتهم بكل اسلحتهم وبكل ايمانهم . والله لو رموا اسرائيل بنياشين النصر الزائف على الصدور لهزموها ووالله لو رموا اوراق الخطابات والبيانات عليها والقوا خلفها عود ثقاب لما بقيت اسرائيل الى يومنا هذا …ووالله لو رميناها بالالعاب النارية التي نرميها وقت النجاح ووقت الطهور ووقت الافراح …لاحترقت ووالله لو وقفنا وهتفنا فقط كما نهتف بالملاعب كعرب لانهارت خوفا فهم اجبن خلق الله ولكننا اصبحنا نسابقهم بالجبن
لما الخوف ففي الكرامة هزمناهم وفي حرب رمضان هزمناهم في الجنوب هزمناهم وفي غزة الابية هزمناهم ولا نزال نهزمهم ..اطفال الشوارع هزموهم .. اطفال الحجارة ارقوهم واستنزفوهم .نساء فلسطين هزمت رجالهم وجنودهم على بوابات الاقصى فلما الخوف والمهانة .
مصيبتنا اننا كلنا ندرك ان اسرائيل وجع دائم وانها اوهن من بيت العنكبوت وندرك انها السن المؤلم الذي جربنا معه كل العلاجات فلم ينفع شيء ولم يبقى لنا الا الخلع وجميعنا يدرك ان الالم سيكون بسيطا والنزف سيكون بسيطا لن نموت جميعا لكنهم سيفنون و لكن المصيبة ان اليد التي ستحمل الكماشة ضاعت فمن يحمل كماشة الخلع .
صحيح اننا اجيال فاتها القطار لكن ثمة اجيال قادمه فعلموها كيف تخلع الاسنان… كيف تصنع من الموت حياة وعلموها في مناهجكم ان الارض مثل العرض وان الصبر لا بد الا ان ينتهي …وان فلسطين لهم من النهر الى البحر فلن تجدوا وجعا يجعلنا نضرب رؤوسنا بالحائط ..كل ما في الامر اهدموا في قلوب الناس والاجيال حائط الخوف المصطنع .
وعلموهم ان الخطابات والكلام هي مضيعة للوقت اعدوهم كما امركم الله اجيالا للتحرير واعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل… تاكدوا بعد ذلك ان النصر مسالة وقت وان الفزعات لا تجلب نصرا ولا تصنع وطنا …
في ظل هذا الوهن وهذا الازدراء لكل ما هو عربي ومسلم وفي مثل هذا الوضع القاتم لم يبقى لنا الا ان ننتتظر وعد الاخرة …يرونه بعيدا ونراه قريبا….وستخلع اسرائيل من خواصرنا فوعد الله حق كونوا على ثقة….لكن شمروا عن السواعد فقليل من الالم سيزيل كل الالم فان الله قال واعدوا.