القدس قبلة الدم/ علي الشريف

القدس قبلة الدم/ علي الشريف

يستعد ترامب ان يباشر بنقل سفارته الامريكية الى القدس معلنا بذلك اول مراحل تهويد القدس رسميا بان تكون عاصمة اسرائيل وسط تململ عربي وتنديد لا يرتقي حتى الى مستوى التنديد الذي يمكن ان يهابه ترامب.
ماذا لو نقلت امريكيا سفارتها الى القدس ماذا سيتغير فالقدس تهود كل يوم وهي محتله شانها شان كل فلسطين وكل مدينة وبالتالي شانها شان عواصم اخرى باتت محتله فما الذي سيتغير علينا… اذا كانت السفارة في تل ابيب او في القدس.
لن يتغير شيء مطلقا.. كل ما سنفعله هو تغيير صور بروفايلاتنا على الفيس بوك وكتابة الاف المنشورات المندده وربما نشاهد مسيرات في شوارعنا تبدا وتنتهي فحتى المسيرات باتت على حياءواجتماعات وزراء ومجالس والاف الاوراق بملايين الكلمات المهدورة عليها.
القدس اخر كرامتنا .. وصحيح اننا كعرب وكمسلمين لا نسيطر على اي شبر منها وصحيح ان كان هناك املاك عربية فهي محاصرة ومقيدة وصحيح انهم من يوم احرقوا الاقصى احرقوا كرامتنا من بابها لمحرابنا..
وصحيح ايضا اننا لن نفعل شيء نهائيا مع القدس(باستثناء ما قدمته الاردن من مال وشهداء وحرص على المقدسات) فالواقع العربي اكثر من السيء والوهن والضعف والتبعية والتشرذم بات في كل مكان بل حتى ان الدم بات مستباحا ويراق بكل بساطه حتى ان لونه لم يعد يعني شيئا.
لنعترف اذا باننا دخلنا اخر الزمان ودخلنا عهد العلو الاخير لبني اسرائيل والنهاية الحتمية فاسرائيل وعلى امتداد نشاتها كان هدفها الاول هو ان تكون القدس عاصمتها وبالتالي سيكون هذا الامر نصرها الاكبر على كل مسلم ومسيحي وعربي .
ولاننا في اخر الزمان الذي تنتشر فيه الفوضى فلن نستطيع ان نفعل شيئا ولن نغير شيء فالامة التي لا تمتلك قوتها وسلاحها وقرارها لا يمكن ان تغير شيئا على الارض بل يمكن ان تتغير هي للاسوا .
القدس اخر ما تبقى من بعض كرامتنا ..ولن ننصرها بالبروفايلات او التنديد فثمة وسائل ضاغطة يمكن ان تحمي القدس مثلا معاهدات السلام الموقعة التي احترمناها ولم تحترمها اسرائيل.. وهناك العلاقات مع امريكيا سياسيا واقتصاديا وهناك اتفاقيات وقعت بالمليارات .
والاهم هناك شعوب ان امكن اخراجها من قمقمها فستكون ماردا يمكن له ان يغير كل شيء فلا السياسة خلقت حلولا ولا الاقتصاد خلق لنا كرامة ولم يزدنا الشجب والاستنكار الا ذلا وعار وفقرا ..وغربة ودماءا وموت.
لتنقل سفارة ترامب الى القدس فلربما تكون الشرارة التي تشعل مصابيح كرامتنا من جديد ولربما تكون الحافز الذي يخرجنا من هذا القمقم .. ولربما تكون بداية النهاية الحتمية لدولة مارقة سارقة قامت على اشلاء الاجداد والاباء والابناء…فتشعرنا بلذة نصر حقيقي ..لا زائف كان فقط على اوراق الصحف وشاشات التلفزة البائسة.
لينقلوها فلربما يكون الامر هو قطرة الدم التي ستحيي الرجولة في اوردتنا الدموية ولربما تكون شعلة الغضب التي ستشعل رجولتنا …وتغير مجريات التاريخ من الفه الى الياء لتجعل منه تاريخا مزينا بالدماء لا بالنياشين والخطابات والبروفايلات.
لينقلوا السفارة فلربما حراك بسيط في الشارع يؤجج الغضب في صدور اجيال قادمه يذكرهم بان لهم مكان مقدس مستباح ويستباح بالبلطجة والصمت العربي الاسلامي والمسيحي فتعود القدس لتكون قبلة الدم الاولى لهذه الاجيال والتي من غير قصد منا ربما تجعلنا نغير الاحداث .
لتنقل السفار فلربما يوحدنا الامر ولو مرة كما وحدنا صورنا على صفحات الفيس بوك ووحدنا خطاباتنا ومنشوراتتنا ولربما تتوحد ايضا قلوبنا…فان اول الرقص حنجلة .والقدس لن تكون عاصمة لاسرائيل لو نقلت الدنيا سفاراتها اليها …
انتظروا فان الاحداث ستمر اسرع من ان نراها وستكون فتن كقطع الليل المظلم المظلم يبات الحليم فيها حيرانا واي حيرة تضربنا .. يبدو انها اقتربت فاسرائيل في قمة القوة والجبروت رغم قلتهم ونحن في قمة الضعف كثيرون ولكننا غثاء كثغاء السيل.. صدقوني اقتربت النهاية التي هي اقرب للجميع من حبل الوريد.
نحن في عالم بات العوبة بين اصابع المجانين …يقلبونه كيفما ارادوا وكيفما احبوا وكيفما استمتع جنونهم …ونحن في زمان الرويبضه والسنوات الخداعات والجدار الذي يبنى بيننها وبينهم ما هو الا نذير زوالهم.
انقلوها فلربما …حان وقت الكرامة ولم نك ندري ولعل الله ياذن بامر كان مقضيا … وسيقضي ذاك الامر فلعله يكون موعد عودة الكرامة وما هي الا سنوات من عمر الزمن …و تاكدوا ان القدس هي قبلة الدم الاولى والاخيرة.