كنانة نيوز –
غياب الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأردنية: مؤشر خطير على ضعف المشاركة السياسية
وليد الجراح
شهدت الانتخابات البرلمانية الأردنية التي جرت ليلة البارحة نسبة تصويت لم تتجاوز الثلث، وهو ما يعكس غياباً ملحوظاً في إقبال الناخبين. هذا الوضع يطرح تساؤلات جدية حول مدى تفاعل المواطنين مع العملية السياسية ويشكل إنذاراً خطيراً على مستقبل الديمقراطية في البلاد.
نسبة التصويت المنخفضة تُعد من المؤشرات الدالة على عزوف المواطنين عن المشاركة في الشأن السياسي، وهو ما قد يكون ناتجاً عن عدة عوامل. من بين هذه العوامل، قد تكون هناك شعور باليأس من إمكانية تحقيق التغيير من خلال العملية الانتخابية، أو ربما ضعف في حملات التوعية والاقتراع التي لم تكن كافية لتحفيز الناخبين. كما أن الشكوك حول نزاهة العملية الانتخابية أو عدم وضوح البرامج السياسية للأحزاب والمترشحين قد تسهم في تقليص الإقبال على التصويت.
هذه النسبة المنخفضة تعني أيضاً أن الثلث الذي فقط أبدى اهتماماً بالعملية الانتخابية قد يكون أقل من أن يعبر عن تطلعات جميع فئات المجتمع. فإذا كانت نسبة التصويت بهذا القدر، فإن ذلك يشير إلى عدم قدرة المجلس القادم على تمثيل كافة طوائف المجتمع بشكل عادل وشامل.
إن تجاهل المواطنين لمواعيد الانتخابات وعدم إقبالهم على المشاركة يضع المسؤولية على عاتقهم بالدرجة الأولى. ففي الوقت الذي يتذمر فيه البعض من أداء المجلس النيابي، يجب أن ندرك أن عدم المشاركة في الانتخابات يمنح الفرصة للآخرين لتحديد مصير التشريعات والسياسات التي تؤثر علينا جميعاً.
للتحسين من وضع المشاركة السياسية، يتعين على الجهات المعنية تعزيز برامج التوعية وتوضيح أهمية كل صوت في الانتخابات. كما يجب أن تكون هناك خطوات جادة لتعزيز الثقة في العملية الانتخابية وضمان شفافية الإجراءات.
في الختام، إن غياب الناخبين هو دعوة للتفكير العميق وإعادة تقييم دور المواطن في الحياة السياسية. إذا لم يُفعّل المواطنون دورهم بشكل فعّال، فإنهم يتركون المجال مفتوحاً للآخرين ليقرروا مصيرهم. تفعيل المشاركة هو الطريق الوحيد لضمان تحقيق الديمقراطية الفعالة ومحاسبة ممثلي الشعب بشكل نزيه.