كنانة نيوز –
إلى متى يا غـ.زة
وليد علي الجراح
في ظل الأزمات المتلاحقة، يواجه أهل غزة واحدة من أعظم المآسي الإنسانية. يُحاصر القطاع في ظروف قاسية تفوق التصور، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الموارد الأساسية، بما في ذلك الماء والكهرباء، إضافة إلى تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية. هذا الحصار لا يقتصر فقط على حدود جغرافية، بل يتسلل إلى حياة الأفراد اليومية، محاصرًا الأمل ومستنزفًا القوة.
مثلما دعاء نبي الله نوح عليه السلام ربه في الآية الكريمة، حيث نادى بأعلى صوته قائلاً: “فَادْعُوهُ رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانصُرْ” (سورة القمر: 10)، كان يطلب النجدة في أوقات الشدة. استجاب الله لدعاء نوح بفتح أبواب السماء بماء منهمر وتفجير الأرض عيونًا، في تأكيد واضح على أن التدخل الإلهي يأتي استجابة لأصوات المظلومين.
يشبه واقع غزة في هذه اللحظة نداء نوح، حيث يأمل أهل غزة في أن يسمع العالم صرخاتهم ويستجيب لتخفيف معاناتهم. إن استمرار الصراع والحصار يمثل تحديًا إنسانيًا كبيرًا، حيث يتحمل المدنيون وطأة الأزمات من دون أن يتوفر لهم ما يلزم من حماية واحتياجات أساسية.
لا يمكن للعالم أن يتجاهل هذا الظلم أو يواصل الصمت تجاه معاناة البشر. إن مسؤولية المجتمع الدولي تكمن في دعم جهود الإغاثة، والعمل بجدية لتحقيق العدالة ورفع الحصار. لا بد أن ندرك أن الحقوق الإنسانية هي معيار لقياس تقدم البشرية، وأن استجابة العالم لمأساة غزة ستكون شهادة على إنسانيتنا وقيمنا.
فليكن نداء أهل غزة محفزًا لنا جميعًا للعمل بجدية وإخلاص لإنهاء معاناتهم، واستعادة كرامتهم وحريتهم. إن الأمل في غدٍ أفضل هو القوة التي تدفعنا نحو تحقيق العدالة والرحمة، ويجب علينا أن نلتزم بدعم هذا الأمل بكل وسيلة ممكنة.