كنانة نيوز –
سلطانه
عبدالقادر مقدادي
حدثني أبني عن مسلسل اردني ، ورغم أنني لست من هواة متابعة المسلسلات عامة الا ان حديثه شوقني لمشاهدة هذا المسلسل.
وكون هذا المسلسل ليس معروضآ على شاشات التلفزة بالوقت الحاضر ،قررت أن أشاهد حلقاته كاملة بأستخدام النت،بالرغم من أن الكثيرين قد كتبوا عن هذا المسلسل الا انني سأكتب بطريقة أخرى ومن منظوري انا شخصيآ بعيدآ عن ما تطرق له الأخرين .
أجمل ما في هذا المسلسل أنه رواية من روائع الرواية الأردنية، الراحل غالب هلسا.
عندما كنت اسمع بمأدبا المدينة الأردنية العريقة كانت مخيلتي تأخذني إلى الفسيفساء وجمالها وهذا الفن الراقي .
وبدون الرجوع إلى منصة البحث قوقل لأبحث عن المعنى الحقيقي لكلمة فسيفساء وجدت الفسيفساء في العلاقات بين أهل مأدبا قديمآ مسيحيين ومسلمين بدو وفلاحين .وهذا دليل على الترابط الأسري والاجتماعي بين الأردنيين من شتى الأصول والمنابت منذ القدم .
أبدع المخرج والممثل الأردني بهذا العمل واوصل الرسالة الحقيقة للمشاهد حتى في أدق التفاصيل.،
.
اظهر الراوي في روايته الرائعة خبث عوده المسيحي وبساطة ام الياس المسيحية وهدوء احمد االفلاح المسلم وجمال سلطانة البنت المسيحية ومحبة امنه للطفل جريس وأرضاعه مع ابنتها التي كانت تصغره سنآ وابدع الكاتب پأظهار الأخوة بينا المسيحي وأخته المسلمة بالرضاعة، وبين شجاعة الفلاح والبدوي والمسيحي معآ ووقوفهم يدآ واحدة .
رغم أن الكاتب وبعض من كتب عن القصة والمسلسل دقق بتفاصيل سلطانة وأبنتها أميرة واظهرهن غير عن المألوف الا أنني سأبتعد كثيرآ عن هذا ،
لم يكتفي الراوي بالعلاقات الأجتماعية والأسرية الأردنية بل ذهب بنا إلى العلاقات الأردنية الفلسطينية والتي يجهلها الجيل الجديد.
بين لنا الراحل في هذه الرواية كيف
كان الاردني قديمآ كما هو بالوقت الحاضر قضيته الاولى هي قضية فلسطين ووقوفه التام في بدايات
المؤامرة مع الشعب الفلسطيني
هرب لهم السلاح منذ البدايات الأولى
وجمع لهم المتطوعين واستقبل منهم النازحين واللاجئين.
هذا العمل اعادني بالذكرى انا شخصيآ الى احاديث والدي رحمه الله عن زملاءه في حرب ال 48 من ذيبان وقرى بني حميده عامة ووقوفهم بشجاعة رغم بساطة السلاح حين ذاك وتضميد جراحه حين تمت أصايته .
المسلسل والرواية تحتاج صفحات لتكتب جمالها ولكنني لست ضليع
بالكتابة وهنا اكتفي وادعوكم للأستمتاع بمشاهدة حلقات هذا العمل الرائع
وقراءة الرواية الأروع