كنانة نيوز –
بني عبيد التسمية والتاريخ
سلطان محمود عارف الشياب
يتناول هذا المقال الحديث عن أصل تسمية بني عبيد وتاريخها، وذلك بمناسبة تأسيس بلدية بني عبيد الجديدة، بعد فصلها عن بلدية إربد الكبرى بعد أكثر من عشرين عامًا من الدمج.
وهذه التسمية تعود تاريخيٍا إلى القرن السابع عشر الميلادي حسب ما تنص عليه المصادر على أن هذه التسمية تكررت كثيرًا في الوثائق والمراجع العثمانية، وتظهر تلك التسمية في سالنامه ولاية سورية، حيث نجد ناحية بني عبيد باعتبارها إحدى النواحي الطبيعية والعشائرية المكونة لقضاء عجلون (إربد) في نهاية العهد العثماني.
أولاً: تطور اسم بني عبيد تاريخيًا
لعل أهم الدراسات التي نشرت هذه التسمية ما كتبه الباحث أحمد صدقي شقيرات([1]). والذي يقول: بأن أقدم المصادر التي ذكرت بني عبيد، يعود إلى عام 1022 هـ = 1613م، في تاريخ الأمير فخر الدين المعني الثاني، والذي تحدث بقوله: وكذلك الأمير حمدان جمع رجال بني عبيد([2]). وقد أطلقت هذه التسمية (بني عبيد) على هذه الناحية أو المنطقة بعد أن كان يطلق عليها (ناحية الأعسر) التابعة للواء الشام في القرن السادس عشر الميلادي([3]).
وبعدها ظهرت طائفة بني عبيد في القرن (12هـ = 18م)([4]). أما في القرن (13هـ / 19م) فقد ظهرت ناحية بني عبيد في كتب الرحالة الأجانب، حيث ذكرها بيركهارت في رحلته إلى سوريا في عام 1227هـ = 1812م، كما ظهرت في وثائق الحملة المصرية على بلاد الشام وخاصة في وثائق عام 1255هـ / 1839م وغيرها([5]).
وظهرت في عهد التنظيمات العثمانية كإحدى نواحي قضاء عجلون التابع للواء حوران والبلقاء وكانت هذه الناحية في 1288هـ / 1871م تضم (13) قرية وعدد سكانها (211) خاصة أواسره، منها (170) خانة مسلمة و (41) خانة أسرة، غير مسلمة، وفيها (7) مساجد، أما القرى التابعة لهذه الناحية فهي: الحصن الصريح، أيدون، ناطفة، هام، جحفية، حبكا، المزار (وكانت تعرف باسم مزار النبي هود)، صمد، كتم، النعيمة، شطنا، صخرة([6]).
وفي عام 1318هـ / 1900م، كانت الناحية نضم 14 قرية وهي: الحصن، الصريح، أيدون، النعيمة (نعيمة بني عبيد)، المزار، كتم، ناطفة، صخرة، هام، حبكا، شطنا، دير البرك، جحفية، صمد([7]).
وفي السياق نفسه كانت الدولة العثمانية، قد قامت بإعداد مجموعة من الأقتراحات الإدارية في شباط 1325 مالية = 1910م، حول إعادة تقسيم قضاء عجلون على قسمين، الأول: يشمل تشكيل قضاء في القسم الشمالي من قضاء عجلون ويكون مركزه قرية الحصن، والثاني: يشمل تشكيل قضاء ثاني في القسم الجنوبي من القضاء ومركزه قرية (سوف)، إلا أن هذا الاقتراح لم ينفذ([8]).
وتطورت الأوضاع الإدارية في ناحية بني عبيد في العهد الوطني الأردني، وتم تأسيس لواء بني عبيد في عام 1996م، ومركز، بلدة (الحصن) يتبع لمحافظة إربد، واتبعت بلديات اللواء لبلدية إربد الكبرى اعتبارًا من عام 2001م([9]).
أما بالنسبة لمركز اللواء الحالي (الحصن)، وكانت هي المركز الأول لناحية بني عبيد سابقًا، وكانت مركزًا لمشايخ الناحية أو اللواء المحلبين، وهي تقريبًا من أكبر قرى اللواء من حيث عدد السكان، والأهمية الإدارية وقد نافستها في ذلك قرية النعيمة وأيدون والصريح([10]).
وتقع الحصن إلى الشرق الجنوبي من مدينة إربد (مركز المحافظة)، وتبعد عنها (7-8كم) وتبعد عن عمان حوالي (75كم)، ويقع إلى الشمال من البلدة تل أثري، يعتقد أنه موقع لإحدى المدن العشر الرومانية، وتوجد بالقرب منه القبور والصخور المنحوتة والتي تعود إلى العهد الروماني والبيزنطي([11]).
ثانياً: حول تسمية بني عبيد:
لا توجد حتى الآن دراسة حول تسمية بني عبيد تعتمد على الموضوعية في هذا المجال، وكل ما هو متوفر هو معلومات حول هذه التسمية يعتمد على المعلومات الشفوية فقط، وتقول رواية (إحدى أكبر عشائر بني عبيد) بأن اسم بني عبيد قد أطلق نسبة إلى شخصية محلية (عبيد الله) وهو أحد أجداد عشيرة الخصاوية هذه العشيرة القديمة، ولكن هناك روايات أخرى تنسب إلى غير ذلك([12]).
ومن تلك الروايات التي تقول: بأن سبب التسمية ترجع إلى قبيلة ناحية من شبه الجزيرة العربية تنتمي إلى الصحابي الجليل أبو عبيدة الجراح، وقدمت إلى هذا المكان منذ مئات السنين، وكانت تسمى مبني عبيد إلى أن تحور الاسم بمرور السنين إلى أن وصل إلى ما هو الآن بني عبيد([13]).
على أننا نجد عائلة من عائلات بني عبيد في بلدة الحصن تعرف باسم أبو عبيد، وهناك وادي في اللواء يعرف باسم وادي عبيد، ولكننا لم نستطيع الجزم في أصل هذه التسمية([14]).
وفي النهاية نتمنى للواء بني عبيد الذي يزخر بالعديد من الكفاءات الوطنية التي ساهمت في بناء الوطن عبر تاريخه الطويل التقدم والنجاح والاستمرار بالمساهمة في رفعة الوطن أما وقد تم انفصال اللواء عن بلدية إربد الكبرى فنحن نتمنى كذلك أن يأخذ اللواء حقه بمزيد من الخدمات ومزيد من التطوير وأن يلمس أبناء بني عبيد سواءًا اللذين يرغبون بالفصل أو اللذين لا يرغبون أن يكون حجم الإنجاز على أرض الواقع كبير فالمشاكل ونقص الخدمات التي يعاني منها اللواء كثيرة وكبيرة ونحن نثق كأبناء لواء بني عبيد بالإدارة الجديدة التي تولت أمور اللواء وخصوصًا عطوفة المهندس جمال أبو عبيد الذي وعد اللواء كثيرًا وما زلنا ننتظر كأبناء اللواء ترجمة تلك الوعود على أرض الواقع حقيقةً ماثلةً أمامنا.
سلطان محمود عارف الشياب
([1]) أحمد صدقي شقيرات: مشايخ بلاد إربد (مقالة)، مجلة أفكار العدد (177) 2003م، ص85.
([2]) الصفدي: تاريخ الأمير فخر الدين المعني (الثاني)، ص11.
([3]) البخيت: ناحية بني الأعسر في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي (دراسة) مجلة دراسات، المجلد (15) العدد (7) 1988م، ص(149-266)، الجامعة الأردنية، عمان – الأردن.
([4]) شقيرات: المقالة السابقة.
([5]) شقيرات: الشيخ محمد الحمود الخصاونة، ص44.
([6]) شقيرات: الشيخ محمد الحمود الخصاونة، ص44 – 45، سالنامة ولاية سورية، دفعة (3)، ص285.
([8]) شقيرات: الشيخ محمد الحمود الخصاونة، ص46.
([10]) شقيرات: الشيخ محمد الحمود الخصاونة، ص46.
([12]) شقيرات: مشايخ ناحية إربد (المقالة السابقة) أفكار، العدد (177)، ص85.
([13]) معلومات عن الانترنت، على صدر أي الكتائب.
([14]) شقيرات: مشايخ ناحية إربد (المقالة السابقة) أفكار، العدد (188)، ص85.