كنانة نيوز –
” قصيدة هيئاتُ الدُّمى ”
بقلم الشاعرة السورية :ميساء علي دكدوك
قصيدة ( هيئات الدمى ) للشاعرة السورية ميساء دكدوك ، تتحدث فيها عن جرح فلسطين النازف، وتدين فيها منظمات دولية تكيل بمكيالين ، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان .. التي تنادي بحقوق الإنسان (بغض النظر عن الأيديولوجية والسياسة والمصالح الاقتصادية والحدود الجغرافية وحتى الميول الدينية). وتصمت على جرائم الإرهاب الصهيوني في فلسطين ، كما تنتقد بشدة سياسة “الكيل بمكيالين” التي تتبعها بعض دول العالم وخاصة الدول الغربية .
أيّةُ جنانٍ في سهولِ عينيكِ
أيّةُ ثلوجٍ وأيّة جمارٍ
أيُّ شموخٍ في روابيها وأيّةُ أشجار
سرّ عينيكِ فاضَ عن الأسرارِ
كان أغلى من الفيروزِ والعقيقِ وكلّ الجواهرِ حتى أحرقوا فيهما المروجَ والفضاء
أيّ شيطانٍ أضرمَ في تلالهما النّار
وأطفأ في فضائِهما ضوءَ الأقمار
أيّ كفرٍ ألحقَ بهما هذا الدمار؟!
عابثونَ أغبياء
أخمدوا نارَ العشقِ في أرواحِ العاشقين الغيارى
هجّروا العصافيرَ من أكنانِها وأبعدوهم إلى الصّحارى
وأبعدوا الحمائِم عن أعشاشها آلاف الأميال
مأساةٌ هي الحياة
نسوةٌ يتّشحْنَ بالسّوادِ قبل الآوان
يبكينَ الأجنّة قبل الميلاد
أهو كفرُ الهيئاتِ بالسّلام
أم أن جِبلّتهم ثعالبَ وذئاب ؟!
لايميزونَ البشاعةَ من الجمالِ
توشّحت قلوبُهم بالضّباب والدّخان
أسقَطوا الأماني من عليائِها
قتلوا الأحلامَ في الأرحام
أحرقوا في أيدي أطفالنا الكتابَ
أحرقوا الدفاترَ والألوانَ
كسّروا الخوابيَ والدّنان
دسّوا في عرائسِ الزّعترِ الزُعاف
جعلوا الدّمع شلالاتٍ،شلالات
أيا هيئات الدمى …..شربَ الغمامُ حزنَنا
هَطَلَ علينا بدمعِنا ونَزفِنا
أيا هيئات الدمى
صارت الأرضُ في وطني معَصفرَة
وعيونَها عن التّدفّقِ مُقْفرة
وصارت الأسماكُ من بحارِها نافرَة
والشطآنُ بالحيتانِ مزنّرة
ماعادت الأزرارُ بربيعِها حالمة
ولم تبقَ وردةٌ بأريجِها مُستَبشِرة
أيا هيئات الدمى
أهمَلْتم رسائلَنا ……مع أنها صارخةٌ
صادحةٌ …..صامتةٌ معبّرة
شربتُم كأسَ مأساتِنا ….. وانتشيتُم من آلامِنا
وسكرتُم من صمتِ عواصفِ ……المقبَرة
أيا هيئات الدمى
أرسلتُم كائناتِكم إلى أكوانِنا
تعبثُ الغربانُ في أجوائِنا
وحراسُكم بدوحِنا مُستهتِرة
تنبَّهَ الجمادُ لكيلِ كيدِكُم
وكيلكم ،كيلُ مومِسٍ عن رخامِ
صدرِها مشمَّر ……كفرتُم بقوتِنا
واستوطنَ الكفرُ …
الفكرَ والوتينَ والحنجرة
أيا هيئات الدمى …. ألا تبّتْ أياديكم
ألا تبّت أياديكم من أمسِ ،أمسِ
ماضيكم
سقطَ القناعُ عن الوجوه المعفّرة
أيا هيئات الدمى ….. أحرقتُم بأيديكم حقولَنا
ورميتُم في سواقي الدّماء خُبزَنا
أسقطتُم عن العرائش كرومنا
كنا نعصرُ من عناقيدِ النّجوم
خمرَنا
بوجودكُم صِرنا نحتسِي نبيذَ عطشِنا
أيا هيئات الدمى
سرقْتُم كؤوسَ أفراحِنا
أمستْ أحزانُنا معتّقة
غوايةٌ أفكارُكم …. وخطابُاتُكم مزخرَفةٌ
خطّتها أقلامٌ متَملّقَة
روايةٌ صادقةٌ ،وألفُ ألفُ روايةٍ …
ملفّقَة
أيا هيئات الدّمى
بئسَ الفكرُ …. بئس الكفرُ
بئس الظلمُ …. وبئس أسيادُ الظّلام
لن تكونَ جلّقَ صامتةً، متصحّرة
لن تكون منبراً لضجيجِ فراغِكم
ولا قواريرَ لهذيانِكم
ولن تكونَ القدسُ سلعةً في مزادِكم
لن تكونَ بلادُنا للحزنِ والكآبةِ مستعمرَة
أيا هيئات الدمى ….. فلتعلموا
أنّ امرأةَ البرتقالِ والليمونِ والزيتون
والزّعترِ البريِّ هي الضّوءُ والصّوتُ
هي كلّ عاصمة عربية
أحلامُنا تصعدُ نحوها نشيداً نشيدا
والأحلامُ تصيرُ زهوراً صارخةً
تفترشُ السّاحاتِ للرّفضِ … للاستعلاء
لاتحزَني مدائني رغمَ الجراح
لابد أن تتمخّض الخيمةُ وطناً للعشّاق
خُذينا إليكِ عاشقِين … تسكنينَ القلبَ والعينَ
خذينا صوتاً طالعاً من عمقِ القصيدِ
أيا هيئات الدمى
إنّنا هاهنا ….. تعلو إلى مابعدَ المدى صيْحاتُنا
ليورقَ في الفضاءِ غيمُنا
ويهطلُ نشوةً في دوحِنا .