انا بحبش الحكومة / علي الشريف

انا بحبش الحكومة / علي الشريف

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالحادثة التي تعرض لها الدكتور ابو دولة ذيابات من قبل بعض افراد الجهات الامنية والتي بدات تاخذ منخنى التعرض للاجهزة الامنية .
في البداية لن اتحدث لا عن الدكتور الذي لا اعرفه ولا عن الحادثة التي للان لم نكشف تفاصيلها ولم نسمع اي تصريح عنها وترك الحبل على الغارب لمواقع التواصل الاجتماعي لاختلاق القصص .
لن اقف مدافعا عن الدكتور المصاب ولن اتجنى على جهاز امني طالما احترمناه ووثقنا به ولا يمكن ان نسقط اي تصرف فردي على جهاز باكمله لكن لماذا اسقطه البعض وكل ما اعرفه ان هناك تفاصيل ربما لا نعلمها في الحادثة.
لندرك تمام الادراك ان الاجهزة الامنية هي محط الثقة والاعتزاز في الاردن والجميع يقدر ما تقوم به وما تتعرض وهم من ابناء هذا الوطن و هم اهلنا وعزوتنا ولكن ثمة بعض التصرفات باتت تهز الصورة الجميلة التي يتمتع بها هذا الجهاز امام الناس بل ان بعض الاشكاليات او التصرفات باتت تؤدي الى احتقان وما كانت ردة الفعل التي رايناها الا جراء هذا الاحتقان.
حين نتحدث فحتما انا لا اعني الجهاز المقصود بحادثة الدكتور ولكني اتنقل لاكون اكثر شمولية في الحديث فمخالفات السير باتت لا تطاق حيث تجد مخالفة على سيارتك بالعقبة مثلا وانت سكان اربد وعلى امتداد عمرك لم تدخل العقبة لا انت ولا سيارتك ولا حتى سعادة حماتك .
وهناك تصرف شديد في بعض الاحيان مع تجار مطلوبين على خلفية قضايا مالية من حيث اعتقالهم من محلاتهم وكل ذنبهم ان اوضاعهم ساءت نتيجة الوضع الاقتصادي وضعف القوة الشرائية مما يؤدي الى ضياعهم ووسمهم بالف صفة بل الاضرار بسمعتهم مستقبلا.
غير ذلك فان حجم الدوريات التي نجدها على الطرق الخارجية والتفتيش والتدقيق على الهويات بات يكلف الناس جهدا ووقتا طويلا والامر لا يحتاج الا التفتيش مرة واحدة مع اعطاء ورقة تم التدقيق ليكمل السائق او الراكب طريقه.
هناك تصرفات ربما تكون من باب اظهار القوة او المسؤولية بطريقة لا يمكن ان تتناسب مع عقلية الشعب الاردني الذي طالما احترم الاجهزة الامنية وقدرها ولا زال ولا يمكن ان يسمح بتشويه صورتها لمجرد تصرف فردي سيتعامل معه الجهاز حسب القانون وراينا بوادره.
جهاز الامن العام هو جهاز منوط به خدمة الناس اولا لان ذلك يندرج تحت قول الشرطة في خدمة الشعب وثانيا هو جهاز منوط به حماية امن البلد داخليا في كل المجالات وللامانه فان هذا الجهاز لاقى ما لاقاه من تعب ومن جهد وقدم من الشهداء ولكن ثمة انسان له كرامة وثمة رجل امني له سلطة ويجب الموازنه بين الامرين والقاسم المشترك الذي يجب ان يكون بين الطرفين هو الانسانية والقانون.
نحتاج الى قليل من الروية في التعامل مع الناس فلا يمكن ان ينظم كمين لمطلوب على شيك ويترك بلطجي مطلوب على ايذاء ..ولا يمكن ان يلقى القبض على مواطنه غارمة في نصف الطريق ونحن مجتمع عشائري محافظ ويترك فاسد سرق عشرات الملايين كما لا يمكن ان تستخدم القوة المفرطة في امر يمكن ان يبت فيه القضاء لان واجبات جهاز الامن القاء القبض والتلسيم للقضاء.
اليست الرشاوي جريمة ..فلما لا تنصب الكمائن لالقاء القبض على افواج المرتشين تحديدا وحسب ما نسمع في المؤسسات الخدماتية ..اليس التفحيط بالسيارات في منتصف الليل جريمة فلما لا يتم التعامل معها بالقانون دون افراط بالقوة….اليس الفساد جريمة فلما لا يتم التعامل معه بالقوة المفرطة.
قلنا في بداية الكلام ان ردة الفعل التي حدثت مع الدكتور هي نتيجة احتقانات لبعض التصرفات السلبية والفردية والتي عززتها تصرفات حكومية بموجات الغلاء المتتالية وكان الله لم يخلق الا هذا الشعب ليدفع مما زاد الطين بله فانعكس الامر على جهاز راقي محترف برمته لانه متلاصق مع الناس بينما الدوار الرابع وكان الامر لا يعنيه وحتى نتدارك في قادم الايام اي ردة فعل وعدم ترك الامر للناس ما علينا الا ان نعيد قصة الامن الناعم بطريقة حضارية على ان لا تكون مع بلطجي او لص .
الدرس الذي يجب ان نستقيه ان الحكومة دائما تغيب عن الاحداث والغريب ان غيبتها باتت تجعلها موضع تشكيك واصبحت المشاكل تتزايد واصبح الحل بان يطلب الناس وجود وزير او رئيس الوزراء او مسؤول كبير في المضافات ليهدي النفوس او احد رجالات الدولة وهذا الامر غير ممكن.
للامانة فان الاسف كبير بان تهتز صورة جهاز في اعيننا لان بعض من افراده لم يحسنوا التعامل مع رجل ستيني ويؤسفني اكثر ردة الفعل التي بتنا نراها وعلينا ان ندرك ان ما سمي بثورات الربيع العربي لم تخرج لجوع فالشعب الاردني اكثر شعوب الارض صبرا على جوعة وعوزه ولكنها خرجت نتاج القبضة الامنية التي كانت تمارس ودائما نقول الشرر من شرارة فلا يمكن ان نسمح للشرر ان يخرج من شرارة .
لنعد الى سياسة الامن الناعم ونكسب الود بين الجميع ولنخضع الجميع للقانون سواء المواطن او المسؤول ولياخذ كل حسابه بالقانون وليس بضرب الكراسي نحتاج في خلاصة الامر الى ثقافة التكامل بين الجميع لان الشعب هو العمق الاسترتيجي للقوات الامنية وانا متاكد ان عطوفة مدير الامن العام رجل مهني وقيادي ومحترف ويستطيع احنواء اي ازمة بحنكته وخبرته وخلقه واخلاقه الكبيرة فهو ابن وطن ومن رجالات الوطن الاوفياء والحساب الذي بدا به للافراد الذين ارتكبوا القوة المفرطة هو ايجابي ويدل على النزاهة …
خلاصة الامر اذا كانت حكومتنا تعتمد على اعلام رسمي لم يعد يثق به احد فعليها ان تدرك ان ثمة اعلام بديل وان اي مواطن يمكن ان ينقل خبرا او حدثا ببث حي ومباشر
وعليها ان تدرك ان الاقتراب مع الناس والالتصاق بهم اخير الف مرة من ان تنتظر الحكومة اياما لتصدر بيانا يتكلم عن حادثة اشغلت الراي العام.
حمى الله الوطن وحمى الله قائد الوطن لا زلنا بخير وسنبقى باذن الله بخير ما دام على هذه الارض شعب يستحق الحياة وكل التحية لاجهزتنا الامنية التي ستبقى نبراس منير واجهزة نثق بها ونقدرها ونعتز بدورها فما هي الا منا ونحن منها ولا يمكن ان نسمح بان تهتز صورتها لحدث … اما حكومتنا فبديش احكيلها الا ميلة لاني بحبهاش.