كنانة نيوز – مقالات
هجرة الكفاءات الأردنية هجرة قسرية
مجـــد دلقموني
مؤلم جدا ان نرى كفاءات و خبرات ابناءنا تغادر مجبرة الى الخارج ، بحثا عن فرص للعمل وبحثا عن الاهتمام والتقدير التي لم يجدوها في وطنهم الام ، الذي احبوه وكبروا فيه ودرسوا في مدارسه وجامعاته وارادوا اليوم ان يردوا الجميل له.
منشور اثار حزني واسفي قراته اليوم على الفيسبوك للدكتورة الآء الغيطان تناشد فيه وطنها الاردن للمرة الاخيرة للاستفاده من علمها وخبراتها قبل ان تغادر الاردن مجبرة للبحث عن فرصة خارج الوطن.
والدكتورة الغيطان لمن لا يعرفها حاصلة على شهادة الدكتوراه في تخصص النانوتكنولوجي وتحمل شهادة غينس في هذا المجال.
ويعنى هذا التخصص بإستخراج البيوديزل بإستخدام بكتيريا من الصخر الزيتي، بالاضافة الى استخدام هذا العلم لزيادة كفاءة الالواح الشمسية للطاقة البديلة، كما يستخدم ضد السرطانات ومرض السكري.
من ناحية اخرى فالدكتوره الغيطان حاصلة على عدة جوائز عالمية اهمها كأس العالم في الاختراع والبحث العلمي من تونس، والميدالية الذهبية الامريكية بالاضافة الى جائزة القيادة البحثية في الطب النانوي لمرض السرطان، وقد تم ترشيحها للحصول على جائزة العرب للعام 2020.
وتحتل الدكتورة الآء رقم 1 على ديوان الخدمة المدنية الاردني ولم يتم تعيينها لغاية الان لاعتبار تخصصها من التخصصات النادرة .
السؤال الذي يطرح نفسه الان هل من الانصاف ان لاتحصل الغيطان على فرصة عمل في بلدها ؟ وان تنشر على صفحتها الشخصية نداء تتسم كلماته بالالم والمرارة للمناشدة للحصول على وظيفة؟ والتأكيد على رغبتها العمل في بلدها الاردن وخدمته وعدم مغادرته الا اذا غادرته مرغمه للبحث عن فرصه خارجه.
متل هذه الكفاءات لابناء البلد وهي كثيرة ومنتشرة من شماله الى جنوبه يجب ان تتسابق الجهات الرسمية لاحتضانهم والاستفاده منهم وعدم ترك الفرصة بمجرد التفكير للهجرة لبناء مستقبلهم ومستقبل اولادهم.
انا واثقة بأن الدكتورة الاء وغيرها من ابناء وبنات الوطن المبدعين واللذين لم يجدوا فرصهم في بلدهم ولم يجدوا الاذآن الصاغية من المسؤولين فيها سيجدوها خارجا و ستحتضنهم تلك البلاد وتقدر علمهم وتوفر المناخ المناسب لهم لمزيدا من الابداع، وسنخسرهم نحن والوطن.
مؤلم جدا مانشرته الدكتورة الغيطان ومؤلم اكثر تعليقات الناس على المنشور وجميعها تشجعها على مغادرة البلد للبحث عن فرصة حقيقية لها في بلاد الاغتراب بعد ان خذلها وطنها الام.