انشر تؤجر… حول المزاعم الطبية بمواقع التواصل

كنانه نيوز  –  رغم أن تطور وسائل الاتصال أدى إلى نتائج إيجابية كثيرة، وساعدنا على مزيد من التواصل بيننا، حتى وإن لم يكن هذا التواصل مباشرا، فإن سلبيات ومشكلات لا يمكن تجاهلها نتجت عن ذلك التطور، ولعل من أبرزها سرعة تمرير ما يصلنا من مزاعم طبية وصحية إلى الغير دون تثبت من دقة وصحة ما يصل.

وتصلنا كثيرا رسائل على البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الأخرى عبر الهاتف خاصة، وتكون ذات محتوى طبي مزعوم أو تحمل نصيحة، وتأتي مشفوعة بـ”انشر تؤجر”، فهل هناك أجر أكثر من نشر معلومة طبية تحمي صحة الناس، خاصة من نحبهم؟

هذه المعلومة الطبية المزعومة قد نمررها لزميل أو صديق أو أفراد من الأهل والأقارب، سواء في المدينة نفسها أو البلد بشكل عام أو خارج البلد، وفي غضون ثوان معدودة، ولكن هل تثبتنا منها؟

الخطورة في التسرع في إرسال النصائح الطبية قبل التثبت من صحة المعلومات والمحتويات، أنها قد تؤثر سلبيا في صحة الناس وتؤذيهم بدل أن تفيدهم، وبتمريرها تكون الرسالة الخاطئة قد انتشرت ووصلت إلى الآلاف في غضون دقائق معدودة.

فمثلا قد تقول نصيحة  إن أكل السكر اثناء الغضب يساعد في الوقاية من السكري  وهذا المعلومة خاطئة، وقد تقول أيضا إن الكريفوت يحرق الشحوم، وهذه معلومة خاطئة أخرى، كماقد تزعم ان التطعيم خطير ويؤدي إلى التوحد ، وهذه الجملة المدلسة كارثية، وتهدد صحة المجتمع بأكمله، وليس فقط الطفل نفسه الذي يحرم من الحماية التي يوفرها له التطعيم.

تمرير هذه المزاعم الخاطئة لا تؤدي إلى اكتساب الأجر، بل قد تؤدي إلى الإثم الناجم عن إلحاق الأذى بمن نحب وبمن نهتم.

المسألة تحتاج إلى شيء من الصبر وشيء من الدقة قبل أن يضغط أحدنا زر التمرير، لأمرين لا ثالث لهما: أولاً لنحافظ على إيجابيتها كوسيلة تواصل فاعلة سهلة ومرغوبة، وثانياً كي لا نفقد الثقة في رسائل بعضنا البعض، حتى لا تتحول مادة الرسالة بالتسرع وعدم الانتباه إلى “كبسة” زر، وما أدراك ما تفعل ” الكبسة ” تلك.

د. عبد الله العمادي
_______________
* بتصرف من تدوينة للكاتب بعنوان “قبل أن ترسل رسالتك”.

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية