45
كنانة نيوز –
دعونا نفكر بواقعية
راتب عبابنه
الشدة المفرطة والقسوة المبالغ بها أداتان قائمتان على ثابت أمني لم تعودا مجديتان في عالم يتجه نحو الديموقراطية وحرية التعبير المسؤولة. من الملاحظ أن المعارضة تتعاظم وتزداد تنظيما وسقوفها تعلو بالتصريح لا بالتلميح كما عهدناها في بدايتها.
في العادة المعارضة تكون بأغلبها مستندة على أحزاب غير قابلة بالنهج القائم وتسعى للتغيير وليس بالضرورة تغيير النظام، بل القوانين والسياسات التي تحافظ على سيادة الوطن وكرامة المواطن بعيدا عن التبعية والإنقياد للقوى المتغطرسة.
والتجارب علمتنا أن تلك القوى تبدو ظاهريا أنها تغذي ما ينفع الشعوب، لكنها بالواقع الملموس تعمل على ترويض الشعوب للقبول بما يحقق صنع أدوات سيرتها وتحكمها بالشعوب وخصوصا تلك التي تخشى من صحوتها يوما ما.
وعند نجاح الصحوة تتخلى عمن كانوا أدوات تحقيق مآربها. التاريخ البعيد والقريب يعج بالأمثلة على رأينا.
والشدة المفرطة وإن نجحت وصارت هي السائدة، لن تدوم لأن الشعوب تقلد بعضها وتتعلم من تجارب الشعوب التي مرت بنفس ظروفها محاولة التغيير والإنفكاك من المنغصات والعوائق التي تقف بطريق الفطرة التي خلقت عليها. هنا يأتي البحث عن مناخ مريح وهو ما يعيشه الإنسان طلبا للدفئ بالشتاء والبرود بالصيف. فترى الإنسان يحاول التخلص من مسببات البرد شتاءا والحر صيفا. لذلك، طلب التغيير الذي يحقق المصالح لا بد أن يأتي يوما. فهل نحن مستعدون لذلك اليوم؟؟
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن وآلله من وراء القصد.