كيف تدير الحكومة الاردنية من الدوار “الرابع” شؤون المملكة “الرابعة”؟
الكاتب الصحفي : عدنان نصار
الجوع يتمدد افقيا ، فيما يتمدد الفقر عاموديا ، ويتحسس الناس أوجاعهم بصمت وصبر ، ويرفعون الأكف إلى الله في علاه ليجيب لهم دعاء الخلاص من براثن الفقر ، ووجع الحاجة ،في مملكة كانت حتى وقت قريب (المملكة الثالثة في عهد الراحل الملك الحسين ) تعيش بحبوحة إقتصادية، ورفاهية اجتماعية مقبول ،وأمن إجتماعي يخلو من عصابات البلاطجة، وتجار المخدرات ..كانت المملكة الثالثة أكثر وداعة ،واوسع امنا، وأقل فسادا ،وأعمق عدالة ، واكبر انتماءا.
الاردنيون، بكل تفاصيلهم، واحلامهم الصغيرة المستندة إلى البساطة والستر والستيرة، دخلوا في مجملهم الموسوعة العالمية، في الصبر ،واتقنوا ببراعة العارفين فن التحايل والتعايش مع الواقع لعل (الله يقضي أمرا كان مفعولا)
الحكومة الأردنية الحالية المقيمة في الدوار الرابع، تدير شؤون المملكة الرابعة ،كغيرها من الحكومات السابقة بإبتكار تصريحات إعلامية تتحدث فيها عن “القادم الجميل” الذي لم يأت بعد..! وكما هو حال غالبية الحكومات الأردنية التي جاءت وغادرت الدوار الرابع دون أن تترك اي اثر ينعكس ايجابا على الشعب في غالبيته الذي ينتظر أقل ما يمكن فعله:”معالجة الفقر ووقف تمدده، والحد من الجوع ومنع انتشاره” وهما ما يشغلان الغالبية العظمى في المملكة الرابعة.
الناس بطبيعتها هنا ، في الأردن بارعة في صناعة الأمل ،وبارعة في تصدير الصبر ..ويبدو ان هذه البراعة لم تجيء اعتباطا او من فراغ ولهو ، غير ان ثمة دوافع وضعت الشعب في صدارة الصابرين ،على حكومات سابقة والحالية بطبيعة الحال لم يتقنوا عبر مكوثهم في الدوار الرابع سوى فرض المزيد من الضرائب تحت مسميات متعددة حتى صارت” ضريبة على الضريبة” ليست نكتة اردنية بقدر ما هي واقع معاش في دولة يبدو أنها تتعاقد مع خبراء في كيفية “الجباية” .. الأمثلة كثيرة في هذا السياق الذي لم يعد خافيا على اليتيم والمسكين والأرملة وعابر السبيل .
لم تنتقد الحكومات الأردنية بشكل جريء ومشروع عبر “السوشال ميديا” كما هو الحال الان ، ولم يجيء هذا النقد من باب الاستعراض او المباهاة، بل نتيجة طبيعية لاداء حكومي سابق وسابق للسابق وحالي لم يترك سوى الفشل ، وزيادة حجم المديونية الهائلة مقارنة بالمنجز على أرض الواقع ..فكل شيء كان ملك للدولة ، تم بيعه ” الكهرباء ،المياه،الموانيء،
الاتصالات، الفوسفات،البوتاس، المصفاه..”كل شيء تقريبا دون أن تتناقص المديونية الهائلة .
لا أحد ينكر مطلقا، ان حكومة د.بشر الخصاونة تعد من أضعف وافشل الحكومات الأردنية على الإطلاق، فهي تغيب وتختفي عند كل حدث تمر به المملكة، وتطل علينا غالبا بتصريحات انشائية لا تحمل اي بارقة امل .
ويبدو ان حكومة “التعديل الخامس” تدير شؤون المملكة الرابعة عبر نوافذ دار الرئاسة المظلل زجاجها باللون الداكن ،وعبر سيارات الدفع الرباعي المظلل زجاجها أيضا باللون الداكن..حكومة بارعة في الجباية ، فاشلة في الإنصاف والعدالة المجتمعية، فهي لا ترى في الأردن سوى عمان الغربية بكل حجارها وقرميدها وشيدها وبرك سباحتها، ويبدو ان الزجاج المظلل حجب رؤية الحكومة لحجم الحاجة والفاقة والفقر والجوع والبطالة في المحافظات الأردنية وريفها وباديتها ومخيماتها..حكومة لا ترى الا اللون “البمبي”.!!