21
كنانة نيوز –
البشر والشجر
وليد علي الجراح
تأملت البشر فوجدتهم تماما كالشجر يسقى من ماء واحد ويتغذى على نفس الغذاء إلا أن المخرجات ليست بسواء، فكانت الزيتونة في أعلى الرتب، أناس سطع نورهم بالأخلاق والإيمان على نور العمل الصالح والعطاء ، وجوههم تكاد تضيء في عتمة الليل.
ثم الأترجة هم طيبوا الطعم والمزاج والتعامل ورائحة أخلاق العفة والأمانة تفوح من حولهم ، ثم الياسمين يسعدك برائحته الجميلة سواء حركته أم تركته ساكنا ولكن لا تحاول تذوق لحمه فهو مر المذاق سام .
ثم كالزهر بأنواعه عسله لا ينضب سابق بالخيرات معطاء. ثم كشجر الجوز صعب المنال قوي العقل لا يعطيك من ثمره بسهولة إلا بعد حين طويل. ثم كالنعناع رائحته عطرية وطعمه لذيذ فاكهة المجالس ومؤنسها يثرثر ويحرف بما لا يعرف لا فائدة منه تذكر. ثم كالملوخية يبهرك بمنظره الخلاب ولونه الجذاب وإطلالته البهية وسهولة هضمه ولكنه فارغ عديم الفائدة .
ثم كالنخل باسقات في الهواء يميل حيث تميل الرجال ثم كالصبار خشن الطباع ذو أشواك تفترس من يقترب منها ولكن جوهرة عسل مقطر ثم كالحنضل كريه التعامل سئ الطعم اما اخرهم…… فهو كالقش بعد الحصاد بعدما جمع الحصادون السنابل الملأى، إنهم كثر ولكنهم كغثاء السيل لا نفع ولا ضرار.