41
كنانة نيوز – مقالات –
عندما تحدد كوتا لبعض الأفراد
راتب عبابنه
الكوتا الحزبية اختراع أردني يعني صناعة أحزاب موادها وأدواتها وطعمها ونكهتها تحددها الحكومة لتتناسب وتتوافق مع المزاج الحكومي الذي لا يعبأ إلا بما يريح الحكومة ويدير شؤون البلاد بحيث يزيل المنغصات التي يمكن يسببها مجلس النواب.
كما أن تخصيص كوتا للمرأة يعطي صورة سلبية عن الأردن أمام العالم ليظنوا أن المرأة مهضومة الحقوق وبحاجة للإنصاف. وتخصيص كوتا للشيشان والشركس والمسيحيين هو ضرب من التلاعب بالمسيرة النيابية. أليس كل من خصص لهم كوتا أردنيون ويحملون الأرقام الوطنية؟؟ وعليه ما الحكمة من هذا التقسيم والكل ينادي بكليشية الأردنيون من شتى المنابت والأصول؟؟
تقسيم كهذا يلغي ما يردده مديرو الشأن العام ويصلح لتقسيم ميراث بين المستحقين. في ظل القانون الأردني سواء كان أصيلا أو متجنسا فهو مواطن أردني يتمتع بنفس الحقوق عليه نفس الواجبات. أليس بهذا التقسيم تفرقة وتناقض مع الممارسة العملية ومخالفة للدستور؟؟
الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا كانتا دولتان عنصريتان. الأولى تستعبد ذوي اللون الأسود والسكان الأصلاء (الهنود الحمر)، إذ لمسنا هذه النظرة عند الكثيرين من الدخلاء ذوي اللون الأبيض ولغاية الآن. وكذلك الأمر بالنسبة لجنوب أفريقيا.
أما بعد التحرر بجهود القس مارتن لوثر كنغ ومناصريه في أميركا ونيلسون مانديلا وأتباعه في جنوب أفريقيا، لم يعد هناك تمييز بنظر القانون على الأقل. لكن في الأردن والحمد لله لم نمر بهذه التجربة، إذ ديننا وأخلاقيا المستمرة منه لا يسمحوا لنا بالتفرقة.
لذلك، المحاصصة أو الكوتا هي تمزيق وتفريق بين الشعب. الحاجة ماسة لإلغاء الكوتا فهي لا تتناسب مع معطيات العصر فالكل أردنيون طالما يحملون نفس الهوية ويقطنون نفس المكان وينتمون لنفس الوطن.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.