42
سيادة اللامعقول
بقلم : صافي خصاونه
في زحمة اللامعقول التي يمر بها عالم اليوم يحرص العاقل الفطن على النأي بنفسه من الوقوع في وحل مستنقعات التيه والظلال وفي حفر الظلام العفنة
ذلك ان انزلاق المرء في واحدة من هذه يدنيه من المجهول المرعب ومن الوقوع في غابة الضباع والذئاب ووحوش الليل الكاسرة …
في هذه الزحمة غير المسبوقة وما فيها من صلف وعتو والتي يفاخر اتباعها انهم من اسيادها وسادتها يصبح من يحصن نفسه من الغي خارجا عن المألوف حسب تصنيفهم ومتمردا وخطرا على الأمن والسلام وانه يعرض الحضارة الموهومة للانتكاسة والخذلان …
اعجب من أمر هذا العالم الذي انقلبت فيه الموازين بحيث صار الكذب سياسة والانفلات حرية والسرقة والسلب والنهب شطارة وحذاقة …
والأكثر عجبا في هذا العالم ان قادته وزعماءه هم زعماء عصابات ومحترفو بلطجة صاغو القوانين والأنظمة بما يخدم اهدافهم وميولهم الشريرة وعليه فقد انطبق على هذا العالم قول
الشاعر العراقي سبط التعاويذي :
اذا كان رب البيت للدف ضاربا
فشيمة اهل الدار كلهم الرقص
عافانا وعافاكم الله …