الحل يحتاج للإرادة والغيارى / راتب عبابنه

الحل يحتاج للإرادة والغيارى
راتب عبابنه
إن صحت تصريحات أسامة العجارمة، فهي تدخل في باب تجاوز الحدود. النقد لا يكون بهذه الصورة. وهي أساءت له أكثر مما تخدمه ونالت من رصيده عند الكثيرين الذين تعاطفوا معه في بداية الأمر قبل تصريحاته المسيئة.
هناك تسرع واندفاع غير مبررين. الإفتخار بالعشيرة والإستقواء بها لا يكونا على حساب القانون.
كلنا نفخر بعشائرنا التي بنت الوطن وهي الركائز التي قام عليها النظام وحمته بالتفافها حوله وحمت الوطن وهذا لا ينتقص من دور المكونات الأخرى. واعتزازنا بعشائرنا لا يعني الخروج على القانون والنظام والدستور، لكن واقعنا بهذا الوطن له خصوصيته التي يتوجب على الدولة مراعاتها لا محاربتها لإضعافها أي العشائر وتفتيتها وهي دائما بالمقدمة بالذود عن الوطن، كيف لا وهي من بنى وحمى ودافع وضحى ليبقى الأردن منيعا عصيا على كل من يريد به شرا؟؟
عنفوان الشباب المحبط وما يواجهوا من صعوبة الظروف المتمثلة بالبطالة التي بلغت ٥٠٪ مما أخذ أسامة العزة بالإثم وهو يرى الأمور تسير نحو مجهول مخيف. لا أدافع عن الرجل بقدر ما أحاول نقل واقع مؤلم كلنا نعيشه وعلينا التكاتف سلطة وشعبا للخروج منه.
منغصات وعقبات ومشاكل عالقة ليس للحكومات الرغبة بالقضاء عليها. لدينا البطالة المرتفعة النسبة، الفاسدين والأموال التي استولوا عليها، التهرب الضريبي، مقدرات الوطن التي بيعت ولم تنعكس أثمانها على الخزينة، بل سار بالتوازي معها ارتفاع الدين، الضرائب العالية، أسعار المحروقات والسلع الأساسية ناهيك عن القوانين الضاغطة والحريات المكبوتة والهيئات المستقلة ورواتب العاملين بها والتوريث والتدوير والتعيينات لأبناء المحاسيب برواتب نفطية.
فكلنا شباب وكهول وعجائز لا نرى بوادر إصلاح تجعل الناس تطمئن وتنتظر الحلول وتغيير النهج.
وضع كهذا لن يقود إلى الرضا والقبول وإن طال الصبر ولنا عبرة من دول الإقليم. فالشدة تقود للتشدد، أما الإعتدال يقود للتفهم والتعاون وطول الصبر والتحمل. نسأل الله أن يهدينا للصواب.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.