إرتفاع نسب البطالة بين الشباب ..من المسؤول / الصحفي بكر محمد عبيدات

كنانه نيوز – مقالات –

إرتفاع نسب البطالة بين الشباب ..من المسؤول 

الصحفي بكر محمد عبيدات

في الأخبار المتعلقة بسوق العمل ؛ اشار وزير العمل يوسف الشمالي الى ان معدل البطالة بين الشباب بالاردن وصل الى ما نسبته 50 % وفق تقارير صادرة عن صندوق النقد الدولي , وأنها ارقام واقعية , ولم يسبق لها ان وصلت الى هذه الدرجة من قبل وغير مسبوقة .

ومن هنا ؛ كان على الجهات المعنية ان تدرك خطورة هذا الرقم , وانه لا بد من وضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة , والا سنجد انفسنا بمواجهة مشكلة , لا بل جملة من المشاكل التي لا يعلم حجم ومدى خطورتها سوى الله تعالى وحده , وانه يجب عليها ان تزيح ستارات كانت قد وضعتها في سنوات سابقة كي لا ترى هذه المشكلة بكافة ابعادها , وان تعي بان المجتمع الاردني ونسيجه الإجتماعي معرض في اي لحظة للضرر جراء ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب , خاصة اذا ما علمنا بانه – المجتمع الاردني – يشكل نسبة كبيرة من اعداد المواطنين .

وانه , لمواجهة هذا الخطر كان لا بد من توجيه الشباب نحو سوق العمل المهني المنتج , وإغلاق المسارات الدراسية الراكدة والتي لا فائدة من خلفها ولا منفعة سوى إمضاء وقت وإضاعة مال , ذلك ان التعليم المهني سيكون له مردود مالي سيسهم بصورة مباشرة في تحسين واقع الأسر المعيشي , وان يتم توجيه الشباب المتعطل عن العمل صوب المشاريع الصغيرة وايجاد اسواق محلية او خارجية لمنتجات هذه المشاريع , وان يعطى لهم امتيازات خاصة كي تستمر هذه المشاريع , وتكون ذات فاعلية .

وان يتم ترجمة رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني في مجالات تشغيل الشباب في القطاعات المختلفة والعمل على صقل قدراتهم الوظيفية بالصورة المناسبة والتي معها نضمن تحيق تنمية مستدامة على كافة الصعد وفي شتى المجالات الحياتية , ونرسخ في اذهانهم بان العمل هو مفتاح الفرج, وليس الجلوس خلف الطاولات , وان نمنح الشباب فرص للتميز والابداع ونقتل في داخلهم اليأس والخنوع , وننمي حس المسؤولية وحب الوطن , ونغرسه بهم .

وفي ذات السياق ؛ برزت دعوات من قبل مهتمين ومراقبين بضرورة العمل على تفعيل دور الشباب في المشاريع التي تقوم بها العديد من المؤسسات والوزارة الخِدمية مثل الأثار العامة والبلديات والأشغال العامة والزراعية وغيرها , وان يكون العمل مقتصرا على الشباب , وان لا يكون هناك متقاعدين عسكريين او مدنيين , فهؤلاء لديهم مصدر دخل ثابت , أما الشباب فلا دخل لهم سوى جيوب ابائهم المتخمة بالالتزامات المالية التي هي الى ازدياد بصورة مضطردة لأسباب لا تخفى على أحد .

وأنه ؛ مع الاحترام الشديد للمتقاعدين مدنين ام عسكريين , كان لا بد من إفساح المجال للشباب إناثا ام ذكورا كي يقوموا بالعمل بهذه المشاريع التي تسمى بالموسمية كي يتمكنوا من الانطلاق نحو الفضاء الرحب والحياة , ويكونوا أسراً بدل ان يبقوا عالة على آبائهم اعطوهم او منعوهم , ذلط انهم  في حال تمكنوا من العمل بهذه المشاريع , فإنه بمكانهم الإنضمام تحت مظل الضمان الاجتماعي ,مما يعني ضمان مستقبلهم , وإلا سيبقى الشاب /الشابة كَل على أهله ,ولعله من فضلة القول بيان أن يبقى الشاب /ة جليسة البيت بين جدران أربع .

وفضلا عما سبق ؛ برزت دعوات من مهتمين ومعنيين تدعو المسؤولين والقائمين على مشاريع تنفذها جهات حكومية وأهلية بضرورة العمل على تشغيل ابناء المنطقة التي بها تقع هذه المشاريع , وان تكون نسبتهم هي الاعلى بين مجموع المشتغلين بهذه المشاريع لاسباب عديدة , لا ان يؤتى بأشخاص من خارج منطقة المشروع للعمل به , ذلك انه في هذه الحالة نقوم على خلق حالة من الإحتقان وعدم القبول في مجتمعاتها المحلية وغيرها من الأمور ذات العلاقة والصلة .

وبالعودة الى تصريح الوزير الشمالي : فانه أعقب بان تقرير البنك الدولي حول نسب البطالة بين الشباب 50 في المئة حقيقي وواقعي، وأنه لا يُنكِر ذلك , وان البنك المركزي قد ركز على فئة عمرية معينة من الشباب وهي ما بين  (15-19، 20-24، 25-29)، وفي هذه الشرائح عادة تكون أعلى نسبة بطالة في أي دولة بالعالم”.

وأشار الوزير  الشمالي إلى وجود 260 ألف عاطل عن العمل بين الشباب، منهم 26 ألف شخص في الفئة العمرية 15-19 عاما، و122 ألفا في الفئة 20-24 عاما، و114 شخصا في الفئة 25-29 عاما , ويبلغ إجمالي عدد العاطلين عن العمل في الأردن 400 ألف شخص , وهي نسبة مرتفعة جداً , متوقعا زيادتها خاصة في ظل إستمرارية إغلاق قطاعات نظرا لوجود جائحة كورونا .

 وعودأ على بدء ؛ فان على الجهات المعنية رسمية كانت أم أهلية واجب التنبه لتنامي ارقام البطالة بين الشباب , خاصة وانهم بحاجة لمزيد من المال كي يتمكنوا من شراء حاجياتهم المختلفة , وانهم يودون الشعور بالاستقلالية , وان يكون لديهم مصدر دخل خاص بهم يقومون من خلاله بشراء ما يودون من هواتف وسجائر وخلافهما من متعلقات شخصية لهم ,