الفزعة يا أهل النخوة / وليـــد علي الجراح

كنانة نيوز – مقالات –

الفزعة يا أهل النخوة

وليـــد علي الجراح

في سالف الأيام ومن تراثنا الجميل كان هناك نظام متعارف عليه بين أهل البلدة الواحدة والذي يدور حول هبة مجموعة من أهالي البلدة لإنقاذ ومساعدة أحدهم في عمله أو إذا ما وقع في مصيبة فبدلا من أن يأخذ هذا العمل عدة أيام محتاجا لجهد كبير فإنهم يتقاسمونه ويهبون من كل جانب متعاونين ملتفين حوله لمساعدته وإنقاذه بأقل وقت وجهد ممكن.

واليوم نرى تحولا لهذا النظام ولكن بقالب مختلف جدا وإطار سلبي لا إيجابي وهو أننا نرى بين الفينة والأخرى سقطات وهفوات حكومية سببها التشريع الخاطئ تارة أو التطبيق للقانون تارة أخرى ليفزع ملك البلاد بتغير القانون أو تعديله أو الحث على العمل به بشكل صائب.

إلى متى سنبقى نعمل بنظام الفزعة في عملنا المؤسسي الممنهج والذي من المفروض وبعد مئة عام على تأسيس الدولة الأردنية أن يكون قويًا بالتشريع والتطبيق.

وها نحن نشاهد ونسمع الكثير من الإعلاميين والكتاب والنقاد وأحرار المعارضة يسلطون الضوء على العديد من الهفوات التشريعية وغيرها الكثير الكثير الذي لا مجال لذكره في هذا المقام.

ولكن، أهل العزم والرأي الممثل بالسلطات الثلاث لا يلتفتون لهذه الأصوات لا بل قد يصل الأمر إلى تجريم هذه الفئات واتهامها بشتى التهم وعندما يتحول الأمر إلى حالة مجتمعية أو مصيبة يتعرض لها الوطن يخبئ هؤلاء رؤوسهم و يخرج إلينا سيد البلاد فيفزع بتعديل قانون أو إلغاءه.

إن نظام الفزعة قد ينقذنا مرة أو مرتين ولكن يجب ألا يكون علاجا للدستور والتشريع في حالة الطوارئ والمصائب؛ فعلينا تجبير العظم قبل الكسر؛ لأنه وبكل تأكيد أن العاقل من يجبر المكسورة ولكن الأكثر عقلا وحكمة من يجبرها قبل الكسر وهنا على نظام التشريع الأردني أن يستمع إلى جميع الأصوات التي تنادي في كل الأوقات لمعالجة ومراجعة تشريعاتنا حتى لا نسقط من وقت لآخر، فقد يأتي يوم لا تنفع فيه الفزعة ويسبق السيف العذل عندها تكون قد وقعت الفأس بالرأس.