جقجقة / رائـــد عبدالرحمن حجازي

كنانة نيوز – مقالات
جقجقة
رائـــد عبدالرحمن حجازي
صينية بلاستيكية وعليها بضعة كاسات شاي فارغة من تعليلة ليلة الأمس , وبقايا الشاي والسكر لا زالت موجودة بالكاسات . هذا المشهد لم يعجب زريفة التي تفاجأت به , وعلى الفور صاحت على كنتها سليمة وبلهجة غاضبة وقالت : لويش مش غاسلة الكُبايات وتاركيتهن بقلعيطهن ؟ ردت سليمة وقالت : والله يا عمتي أني نمت قبل ما يروّحوا الظيوف .
زريفة : طيب قومي اغسليهن بلا لعمظة وجقجقة حتشي
سليمة : حاظر يا عمتي .
توجهت سليمة لعتبة الغرفة حيث المصرف (بالوعة) وراحت تغسل بالكاسات واحدةً تلو الأُخرى ، وما أن انتهت وأرادت أن تضعهم داخل النملية ، إلا وزريفة تعاجلها قائلة : ولتش اغسليهن بسيرف لويش بحيتيهن بح ؟ سليمة أصابتها الدهشة لأنها فعلاً لم تستعمل السيرف وإنما استخدمت الماء فقط في عملية التنظيف والذي أدهشها أن زريفة لم تكن تشاهدها وهي تغسل الكاسات لأنها كانت تطوي الفراش وظهرها لسليمة .
سليمة بينها وبين نفسها وفي خضم هذا الإندهاش أرادت أن تختبر عمتها زريفة لتزيل الشك باليقين ، فعاودت وغسلت الكاسات مرة ثانية بالماء وبدون أن تستعمل السيرف مع حرصها على إعطاء ظهرها لعمتها زريفة لكي لا ترى عملية التغسيل .
وهنا كانت المفاجأة والدهشة أكبر من سابقتها بالنسبة لسليمة . فقد صاحت زريفة وبنبرة أعلى من سابقتها وقالت : ولتش حتشيتلتش اغسليهن بسيرف انتي ما بتفهميش ولا بس بدتش تكبي الميات عالفاظي ! سليمة المسكينة لم تنجح في خداع عمتها زريفة للمرة الثانية لذلك عادت لتغسل الكاسات للمرة الثالثة ولكن هذه المرة بإضافة السيرف مع حرصها على أن لا تراها زريفة ، فعلاً تمت عملية الغسيل بنجاح وبدون أن تشاهدها عمتها زريفة .
ولكن للمرة الثالثة سليمة لا زالت في اندهاشها ، كيف لا وها هي زريفة تقول لها : أيوا هيتش من الأول اغسليهن بسيرف . وهنا فقدت سليمة صوابها وصارحت عمتها متظاهرةً بالمزاح وقالت لها : عمتي أني بقيت أمزح معتش ، بس قولي لي تشيف عرفتي أني ما استعملتش السيرف بأول غسولين مع انه وجهتش بقى تلات المِطوى !
ضحكت زريفة ضحكة صفراء وقالت : ولتش يا غشيمة بأول خطرتين ما سمعتش صوت مزاقات الكاسات لكني سمعت المزاقاة بالخطرة الثالثة . فهمتي يا غشيمة ؟!