شـَتوِة نيسان بتحيي الأرض والانسان / صور

كنانه نيوز – بكر محمد عبيدات

بدون مقدمات ,,سوى بعض الغيوم الداكنة,,نشاهد السماء وقد إنهمر المطر يأتي خفيفا ناعما محملا بحبات البرد في بعض الاحيان , وفجأة يعود المواطنين لارتداء ثيابهم الثقيلة التي كانوا قبل قليل يعدونها كي يعيدوها لدواليب خزائنهم ثانية بعدما احسوا بقليل من الدفء خلال الايام الماضية , الا ان المطر المباغت والذي أتى على غير موعد , الا ان هذا المطر اعاد الامل ليحيي الارض والانسان .

ويتوارث المواطنون في شتى مناطق المملكة امثالا عديدة حول ما بات يعرف بينهم ب ” شتوة نيسان ” وانها تحيي الارض والانسان ,ففي الوقت الذي بدأ فيه المواطنين يشعرون بدفء بالاجواء من حولهم , وبدأوا بالتحضير لاستقبال فصل الصيف , من خلال تحضير الملابس الخاصة به , نجد نيسان ؛ الشهر: وقدد عاد ليطرق ابوابنا بشتاء ناعم ليعيد للذاكرة بانه هو الآخر له نصيب في العطاء والحياة والنماء , وان له امطارا تدخل البهجة والفرح لقلوب المزارعين , كما الأرض .

وأجمع العديد من المواطنين على ان موعد فصل الصيف لا زال من المبكر كثيرا الحديث عنه , وان شهر نيسان , من الشهور التي يكثر بها الخير والعطاء , وفيه خيرا كثيرا للارض والزراعات , والانسان , مستعرضين وهم يتحدثون عن شهر نيسان وشتوته , جملة من الامثال منها : ” في نيسان الدنيا عروس , والناس بتخفف الغطاء واللبوس ” ذلك ان الارض تكتسي باجمل حللها , في اشارة الى ان فصل الربيع قد اطل برأسه ,وانه لا ضير من التخفيف في الأغطية والملابس , وأن هذه الشتوة تعود بالخير على المحاصيل الحقلية بحيث تعطي الأمطار دفعة لهذه المحاصيل من خلال زيادة نسبة الرطوبة في التربة وبالتالي زيادة المحصول الخضري بشكل عام. وفيما يخص الاشجار المثمرة فان هذه الأمطار تعمل على تحسين نوعية الثمار من خلال حصول التربة على نسبة رطوبة أكثر الأمر الذي ينتج عنه مردود ايجابي. وعن النباتات الرعوية فان لهذه الامطار فضلا في اطالة عمر فصل الربيع؛ ما ينعكس بالتالي على الثروة الحيوانية بصورة ايجابية تتمثل في زيادة فترة الاعتماد على المراعي الخضراء مبينا ان لها اثرا واضحا في زيادة الخصوبة وتساهم كذلك في السيطرة على بعض الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية.

وفضلا عما تقدم فان هذه المياه الهاطلة من السماء ستسهم بصورة مباشرة في زيادة منسوب المياه في السدود من خلال هذا التساقط، تعطي حافزا أكبر للمزارع بما يخص المزروعات الصيفية. وعن النباتات الصحرواية قال العوران: هذه الشتوة تعمل على تحسين نوعية وجودة النباتات الصحراوية. وإن كان المزارعون يرون بأن شهر نيسان هو ختام الموسم الشتوي إلا أنهم ما زالوا يتطلعون الى مزيد من الخير والأمطار في الأيام القادمة.

ليس هذا وحسب ، بل قال أجدادنا أيضا أن ‘مطرة نيسان بتساوي السكة والفدان والراقد ع الصيصان ‘ و مطرة نيسان بتحيي الأرض والإنسان ، ‘ شتوة نيسان بتحيي كل عرق فان ‘ ، وقد صدقوا فيما ذهبوا إليه.

وعلى ذات السياق ؛ فقد أكد أخصائيو الأنف والأذن والحنجرة على ان تقلبات الطقس السريعة والحادة كالتي نمر بها في هذه الفترة , غالبا ما تلعب الدور المباشر في نشوء التهابات الرئة وأمراض أخرى , و أن قدوم فصل الربيع وانتهاء الشتاء غالبا ما يرتبط بانتشار أمراض معينة مثل: حساسية العين والفم والأنف والحلق والصدر، وبعض الأمراض الفيروسية الأخرى كالغدة النكافية والحصبة والجدري.

ودعوا المواطنين الى ضرورة الانتقال التدريجي من فصل الشتاء الى الربيع والصيف بما يخص الطعام والشراب والالبسة والتدفئة , بحيث يتم تجنب تقلبات الطقس، محذرا من ان الفترة بين الفصول الباردة والحارة التي تنشط فيها المسببات العضوية للأمراض مثل: الفيروسات والبكتيريا، إذ تنشط هذه المسببات وتتكاثر.

ولفتوا الى ان تغير درجات الحرارة يجعل مقاومة الإنسان للأمراض ضعيفة، كما يؤثر في مداخل الأمراض مثل: الأغشية المخاطية في الأنف والجهاز التنفسي، كما تكبر مسببات أمراض الحساسية، بخاصة للأطفال، كما يكون كبار السن عرضة للإصابة بالانفلونزا ونزلات البرد الشديدة. ويحذر د. عليان من التسرع في تخفيف الملابس اعتمادا على الارتفاع في درجات الحرارة، مشيرين إلى أن تقلب الطقس ينبغي أن يجعلنا أكثر حرصا على ارتداء الملابس، وأن نرتدي دائما ما يتلاءم مع الأحوال الجوية.

 

 

قد تكون صورة لـ ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏شجرة‏‏