الخير يأتي بالخير والشر يأتي بالشر / راتب عبابنه

الخير يأتي بالخير والشر يأتي بالشر
راتب عبابنه
كثيرا ما نتفاجأ ونصدم لحد الذهول وعدم القدرة على التعبير لهول ما يجري من حولنا وما يتخذ بحقنا من قرارات وإجراءات واتفاقيات أقل وصف لها أنها إذعانية تصادر سيادة الدولة وحقها بتطبيق قوانينها على من يوجد على أرضها من أجانب حتى وإن كان وجودهم للدفاع كما يشاع.
كل ذلك في ظل الإستخفاف بالشعب أو كأن الشعب ليس موجودا. بذلك النمط وبذلك النهج وبتلك السياسات، نحن نعيش لنأكل فقط بحال استطعنا توفير الأكل.
تذكرون عندما قرر الحسين طيب الله ثراه أن لا يشترك مع أميركا باحتلال العراق وهو يلمس البشر والشجر والحجر يناصروا العراق ويدعوا له بالنصر. فلم يخذل شعبه رغم معرفته أن لموقفه ما بعده من قطيعة عربية وأمريكية ينتج عنها وقف المساعدات وممارسة الضغوط. فكان موقف القيادة والشعب متوحد ومضت السنين وعادت علاقاتنا مع هؤلاء طبيعية بحكمة وحنكة ودهاء قائد قل نظيره.
لكنا اليوم ندار من حكومات لا ترى إلا ما تريد رؤيته تعمل بطريقة ردات الفعل بعد تلقي الصدمة والخسارة دون وضع خطط استراتيجية وأخرى بديلة ومساندة والتي تعرف بالغرب بـ (Plan B) بحال لو فشلت الخطة الرئيسة. من القواعد المعمول بها بدساتير الدول ومنها دستورنا أن “الشعب مصدر السلطات”. ومعنى ذلك أن يستشار الشعب ويستفتى شعبيا أو من خلال مجلس النواب رغم تدني الثقة به. أما أن تتخذ القرارات وتوضع القوانين وتوقع الإتفاقيات دون استمزاج رأي الشعب، فذلك ضرب من التغول عليه وتهميشه وذلك أشبه بطريقة رعاية قطيع مواشي.
الواقع يقول أن لا بوادر للإصلاح ومن ينادي به يوضع بقائمة غير المرغوب به. الأمر غير السوي طال والصبر نفذ أو كاد والقدرة على التحمل تلاشت ولغة النصح توقفت. ليس منا الغيارى من يرغب بالفوضى وتدمير الوطن وليس منا من هم قانع وراض عن الواقع المر الذي لا نرى له نهاية، بل نراه يزداد بشاعة وسوءا.
نسأل الله الهداية للجميع وندعوه تعالى أن يحمي الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.