عشرةُ قروش وخمسةُ قروش لا درهمٌ ونصفُ درهم، وبقولٍ صريحٍ لنقتربْ من مشاعر السادة المعلمين/المشرف التربوي أحمد محمد أمين

كنانة نيوز –
النظرة(3): عشرةُ قروش وخمسةُ قروش لا درهمٌ ونصفُ درهم، و بقولٍ صريحٍ لنقتربْ من مشاعر السادة المعلمين.
 
المشرف التربوي:أحمد محمد أمين/ مديرية بني كنانة
 
 
(نظراتٌ على التعليمِ في الأردن، رؤيةٌ من الداخل و دعوةٌ إلى الإصلاح)
 
 
أ- فَضُّ التناقضِ وتقنينُ الواقع.
 
منذ نشأت الدولة الأردنية عام ١٩٢١م أصدرت الحكومة الأردنية عُملتين نقديتين من المعدن هما الدرهم ونصف الدرهم، وبقيت الحكومة الأردنية تصدر هاتين العملتين بهذين الاسمين إلى منتصف التسعينيات، و كان الناس منذ نشأت الدولة الأردنية إلى يومنا هذا مرورًا بالتسعينيات لا يُسمُّون العملتين إلا بـ(عشرة قروش) و (خمسة قروش). و في منصف التسعينيات قررت وزارة المالية والبنك المركزي قرارًا حكيمًا و هو ( فضُّ التناقضِ) بين ما هو مكتوب على العملتين وبين ما هو متداول على ألسنة الناس فقرّرا ( تقنين الواقع) فأُلغيت كتابة الاسمين( درهم ونصف الدرهم) عن العملتين وَاسْتُبْدِلتا بما هو متداول على ألسنة الناس فصارت العملتان تصدران بِاسْمَيْ(عشرة قروش و خمسة قروش). فكان في فضُّ التناقض وتقنين الواقع اقترابٌ من مشاعر الناس ولغتهم و إعلانٌ بأن أُلفةَ شيءٍ لأمدٍ طويل لا يمنع من تغييره. إن الاقترابَ من مشاعر الناس- و ناسنُا هم السادة المعلمون و المعلمات- اقترابٌ نحنُ بحاجةٍ إليه في وزارة التربية والتعليم.
 
ب- جدول الخطة السنوية لا(مجلد) الخُطة السنوية.
 
لقد أصبحت مجموعة الخطط السنوية التي يُطلب من المعلمين والمعلمات إعدادُها بحجم مجلد، و هي خطط إما منسوخةٌ من المواقع الإلكترونية من غير أن يُكلف الناسخون والناسخات أنفسهم بالاطلاع على ما نسخوه، و إما أنها خططٌ مستعارةٌ من مدارس البنات استعارةً لم يُغيَّر فيها شيءٌ حتى اسمُ المعلمة و اسمُ مدرسة البنات، وفي هذا طرائفُ نعرفها نحن أصحاب البيت التربوي.إن هذا السلوك الذي يسلكه السادة المعلمون والمعلمات -و هم الفاعلون المباشرون للعملية التعليمية- سلوكٌ يؤكدون فيه أن هذه الخطط لا قيمة لها في العملية التعليمية، وأنها جهدٌ ضائع ومالٌ مهدور،
 
إن على السادة الإداريين في مركز الوزارة أن ينتبهوا إلى أن إلزام السادة المعلمين والمعلمات بكتابة (مجلد) الخطط السنوية مع عدم انتفاع المعلمين والمعلمات من هذه الخطط على ما فيها أيضًا من جهد ضائع ومال مهدور أمرٌ يُرسخ الفجوةَ أو الجفوةَ التي بين الطرفين أي( العاملين في المدارس و العاملين في المديريات والوزارة)، وهي فجوةٌ أو جفوةٌ حجمها الآن كبير، وهي فجوةٌ أو جفوةٌ لا يستشعرها أحدٌ من العاملين في المديريات والوزارة كما يستشعرها المشرفون؛ لمخالطتهم اليومية للسادة المعلمين والمعلمات، و هذه الفجوة تظهر في قناعة كثير من السادة المعلمين والمعلمات من أن زملاءهم العاملين في المديريات والوزارة ليسوا جزءًا حقيقيًا من العملية التعليمية بل هم جزءٌ مستبدٌ لا يُنتفع منهم في حل المشكلات التي يعاني منها المعلمون والمعلمات.(سأتحدث في نظرة لاحقة عن مظهر آخر من مظاهر هذه الفجوة أو الجفوة التي بين الزملاء العاملين في المدارس و العاملين في الوزارة و المديريات، إن شاء الله).
 
إنه لحسبُ المعلم أن يُلزَم بكتابة جدول الخطة السنوية وهو جدول يتضمن عمودين: في العمود الأول اسم الوحدة أو الدرس، وفي العمود الثاني التاريخ المتوقع لتدريس الوحدة أو الدرس، على ألا يزيد الجدول على ورقة أو ورقتين.
 
ج- مُذكرةُ المعلم و دفترُ الطالب لا دفترُ التحضير.
 
لقد أمسى دفتر التحضير شبيهًا بلعبة مَلْءِ المربعات بالكلمات، حتى أمست الغاية عند المعلمات وقليلٍ من المعلمين هي مَلْءُ دفتر التحضير من أجل أن تراه المديرة ممتلئًا عندما تختمه وتوقع عليه، أو عندما يطلبه بعض المشرفين للاطلاع.
 
إنني – من كوني كنتُ معلمًا، ومن مخالطتي الآن لزملائي المعلمين- أعلم أنه من النادر جدًا ألا يُحضِّر المعلمُ درسه، فالتحضير للحصة سلوكٌ ذاتيٌّ و ضروريٌ عند المعلمين، فما من معلم يرغب في ألا يكون متمكنًا من حصته أمام طلابه. و إنما المشكلة بين السادة المعلمين و زملائهم في الوزارة و المديريات هي في آلية إثبات التحضير، فالمعلمون يرون أن أداء المعلم في الصف هو ميزان تحضيره للدرس و ليس ذلك الدفترَ الشبيهَ بلعبة مَلْءِ المربعات بالكلمات، ومن ثَم إنْ أراد المدير أو المشرف أو غيرهما معرفة أداء المعلم فذلك محلُه الصف وليس دفترَ المربعات و مَلْءِ الكلمات!
 
إنه لحسبُ المعلم أن يكون معه دفترٌ من النوع الأبيض المخطط يُسمى( مُذكرة المعلم) ليُسجل فيه ملحوظاته، وأن يكون هذا الدفتر لاستعمال المعلم الخاص، إلا أن يرغب المعلم في اطلاع المدير والمشرف عليه.
 
إن الدفتر الحق الذي يجب أن يتابعه المدير والمشرف هو دفتر الطالب، فهو المقياس الأكثر صدقًا على استجابة الطالب و أداء المعلم، و ليس دفترَ التحضير الشبيهَ بلعبة المربعات و مَلْءِ الكلمات ذلك الدفتر الذي تبذل فيه المعلمات الكثير من أوقاتهن بمَلْءِ مربعاته أما السادة المعلمون فقد تجاوز كثيرٌ منهم هذه اللعبة!
 
د- الاقتراب من مشاعر السادة المعلمين.
 
إن إلغاء (مجلد) الخطة السنوية التي يُلزَم بها المعلمون والمعلمات في بداية كل عام دراسي، وإلغاءَ دفترِ لعبة المربعات ومَلْءِ الكلمات سيكون قرارًا حكيمًا يُزيل اثنتين من الإزعاجات التي يشكو منهما المعلمون والمعلمات، و سيردم جزءًا من تلك الفجوة أو الجفوة التي بين زملاء الوزارة الواحدة.