عالم القُرّاء المُدهش / كامل النصيرات

عالم القُرّاء المُدهش

كامل النصيرات

لا أقول جديداً ؛ إذا قلتُ أن سعادة الكاتب الحقيقية هي في تفاعل قرائه معه ؛ سواء الطامحون في طرده من مهنة الكتابة و الحياة أحياناً ..أو المشتاقون لضمّ كل حرفٍ من حروفه و انتظارها بشغف المُتيّم ..!!

من العجيب ..أن يتصل بك كثيرون ..يدعي أحدهم أنه لم يضيّع حرفاً لك وأنه يحفظ كل ما تكتب : وعندما تخبره أنك رجعتَ للغور ..يسألك : ليش انت وين كاين قبل هيك ..!! إذن هذا هو القارئ الذي يحفظك ..!! قارئ آخر : يحلف أغلظ الأيمان بأنه لا يمكن أن يبدأ يومه إلا بك ..ويقص كل مقالاتك ويحتفظ بها بأرشيف خاص ..وفي لحظة يسألك سؤالاً مفاجئاً : أستاذ انت متجوّز ..؟؟؟ ها ها ها …

قارئ آخر يبعث لك ايميلاً طويلاً ..يشرح فيه تأثيرك الكتابي على تغيير مجرى حياته ويقول بان مقالتي هي محط نقاش يومي مع أصدقائه ..وفي آخر الايميل يترك سؤال و يصر علي أن أجيب عنه : ليش مسمّي حالك ( أبو وطن ) ..!!

وهناك نوعيّة من القرّاء ؛ يبعثون لك بأسئلة لا تعرف كيف تجيب عنها ..: هل صحيح أن تيسير السبول كان ( يحب ) فلانة من الناس ..؟ ضروري يا أستاذ تجاوب …!! هل صحيح أن فلاناً  عنده بيت في المكان الفلاني ..؟ أو أحدهم يصرّ عليك بطلب رقم رئيس الوزراء و عندما تحلف له أغلظ الأيمان انك لا تعرف حتى الرقم الأرضي لرئاسة الوزراء ..يخفف الطلب بايميل أو تلفون و يقول :طيب بدي تلفون حدا من قرايبو وأنا بعرف كيف أوصلّو ..!!

عالم القرّاء عالم مدهش حقّا ..خصوصاً أن ردات الفعل تصلك بلحظتها ..والأسئلة البريئة أحيانا تحيطك طوال اليوم ..والماكرون يحيقون بك ..لكنك تمضي كي تنسجم مع نفسك و تكتب عن كل الناس لتصبح كاتباً شعبيّاً شموليّاً ولو اعترض طريقك كل الناس وقالوا لك : ارجع ..فقد كنت بلا عمل أجمل بكثير ..!!