صاموئيل باتي ” حرية تعبير أم إساءة ” / هبه حسين عبابنه

صاموئيل باتي ” حرية تعبير أم إساءة “
هبه حسين عبابنه
بين حالة من الحزن والأسى والبؤس وحالة من الاشمئزاز حِيال الجهل والرجعيّة والتخلف الذي نشهده في وقتنا الحالي رغمًا عن التطور الصناعي والإلكتروني الذي نراه في أَوجِهِ اليوم، ورغمًا عن الهِتافات المتصاعدة للمطالبة بالحرية والعدالة واحترام الرأي والرأي الآخر.
نرى أقبح الأفعال من تهميش، إهانات، طغيانٌ على الغير، شَتائِمٌ واستفزاز، نبذ الأخوّة والاحترام والتقدير… في فرنسا، دولة عُظمى!!!
قالت فرنسا مُمَثّلَةً برئيسها (إيمانويل ماكرون): “لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض، سنقدم كل الفرص التي يجب على الجمهورية أن تقدمها لشبابها دون تمييز وتهميش”. وما هذه الرسومات والكاريكاتيرات التي أثارت ضجة زلزلت أنحاء العالم؟! إنها رسوم اختلقها بعض الطلبة في مدرسة في فرنسا ضمن إطار حرية التعبير والتصوير، رسوماتٌ لِنبيّنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
عُرضت الرسومات من قِبَل صانع أجيال…مُربّي للأخلاق، مُعلّم… يُدعى (صاموئيل باتي)، معلم الجغرافيا والتاريخ والتربية المدنيّة، أتعلّمون أبناءكم على الاعتداء الفكري!! من واجب المعلم أن يغرس في نفوس الطلبة معايير الاحترام والأخلاق والتقدير وكلّ خُلقٍ محمود، لا يجب أن نتستر برداء الحريّة وعبارات الانفتاح لِنُتيحَ لأنفسنا سبيلًا للإساءة وإن كنّا على اختلاف.
هذا هو الجهل بعينه وإن أنكروا… بَلَدٌ مهما عَلَا صيتُها وَحَسُنَت منتجاتها وخدماتها ستبقى في الحَضيض ما دامت تسيء لمعتقدات الآخرين إنسان يتجرد من حلاوة الإيمان، سيبقى قلبه مُحاطٌ بغشاء اللا إنسانية وعدم الرحمة… الفِكرُ والحضارة والتقدم وأصل العلم من الإسلام، والظواهر الكونية العجيبة ذكرها القرآن الكريم، الكتاب الإسلامي المصون المُقدّس، قبل آلاف السنين، المتاعب والأحزان تزول بِسجدة خالصة لله عزّ وجل، أمنيات تتحقق بدعوة من الله، تفصيلات روحانيّة غابت عن القوم الضّالّين…لن يعرف قيمتها ومَفَادها ماكرون الجشع وأمثالِه.
ودولة تُصنَّف أنها عظمى بما تملِكُهُ من موارد وأموال ولا يوجد باب للتفاهم والأخلاق والأدب لديهم إذ أن روّادهم ومسؤوليهم وأرباب أعمالهم يشجعون على أفعال وحشية، قال ماكرون داعمًا صاموئل:”سنواصل أيها المعلم، سندافع عن الحرية التي كنت تعلمها ببراعة وسنحمل راية العلمانية عاليًا” بنظره كانت حرية وبنظرنا كمسلمين إهانة لا نَقبَلُ بها بتاتًا، وعلى الأمة الإسلامية العمل لاسترجاع كرامة المسلمين ونُصرَة لدينِنَا الحنيف، ” إلا رسول الله ” لن نسمح لأيٍّ كان بأن يتعدى على رسولنا الحبيب بأي صورة من الصور وإن اجتمع الغرب والعَجَمُ كلّهم سَيتجرّعون من كأس ما صنعوا… ويكفينا إيماننا بقدرة الله على رد كيد الظالمين والكافرين والمُعادين لإسلامنا الخالد.
وفي النهاية أدعو راجية من الجميع عمل كل ما هو بوِسعِنا، لنتبع مقاطعة المنتجات الفرنسية على الأقل كما هو مُتداوَل، هذه دولة لا ينفع معها سوى التعامل بمفاهيم الأموال والموارد والعُملات. رسولنا الكريم حاشاك قولهم وفعلهم… موعدنا الآخرة أجمع وسينال الظالمون جزاءهم.