التربية والتعليم إلى أين!!؟/ الطالبة هبـــة حسين عبابنة

كنانة نيوز – كتبت الطالبة هبـــة حسين عبابنة مقالاَ بعنوان
التربية والتعليم الى أين!!؟
التربية والتنشئة الصالحة، العِلم، التعليم و الثقافة … مرتكزات اعتاد الفرد الأردني على أن تكون قاعدة أساسية يبدأ بها حياته الشخصية والاجتماعية والتعليمية .
العملية التعليمية منذ بدايتها قائمة على مجموعة من العناصر الأساسية، الشخص الذي يسعى لكسب المعرفة والعلم.. والشخص الذي يقوم بعملية إيصال المعلومات وسرد القواعد والقوانين والمعرفة وإعطاء النصائح والتوجيه والإرشاد بالإضافة إلى باقي الضروريات التي تحتاجها عملية التّعلّم بِصَرف النظر عن نوع العلم الذي يَوَدّ الفرد تعلمه قد يكون أدباً أو علم النبات وربما علم الفضاء وربما علم الذرة أو عالم الحيوان، فهذا على نحو عام. وللحديث عن العملية التعليمية والتدريس في المدارس والجامعات والمعاهد والكليات المختلفة، فإننا نستطيع أن نُجزِم أن التواصل والاتصال المباشر بين الطالب والمُحاضِر هو من أساسيات الفهم وكسب مهارة الملاحظة والتركيز ، كما أنها تعمل على صقل هويّة الطالب وتقوية شخصيته ليكون فرداً فاعلاً في المجتمع وفي حياته العلميّة والعَمليّة، كما وأنه يجعل المُدرّس يشعر بقيمة عمله ولذة المساعدة والعطاء … التواصل في التعليم لا يعد تلقيناً للمعلومات بل هو إحياءٌ لروح الحماسة والتعرف على الاختلافات وكيفية التعامل معها وبناء حوار بنّاء.
الذي نشهده اليوم من محاولات عديدة من قِبل الجهات المسؤولة عن وضع القرارات وإقرارها وتثبيتها بما يخص إيقاف الدوام في المدارس والجامعات وتعطيله لم يرُق لشرائح المجتمع!! بل وجدنا التذمر من خلال الآراء المختلفة التي وصلت إلى حد الاتهام ربما لتحقيق سياسة معينة وكان ذلك استناداً على جائحة كورونا التي تفشت بين المواطنين، ولكن هل الفايروس ينتشر في المدارس والجامعات فقط !! هل يُصاب الطلاب والمدرسون بهذا الفايروس فقط؟ ، ألا يمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخر في المقاهي والمطاعم وباقي التجمعات!؟ إن اندثرت أساسات التعليم فإن ما سَيُبنى عليها سينهار… لا يُبنى هَرمٌ على ضغط الهواء من أسفله.
عودة الحياة إلى طبيعتها مع الأخذ بإجراءات الوقاية الصحية في كل وقت وزمان واتباعه روتيناً يوميّاً سيكون كافياً، ويبقى الطالب والمعلم يؤثران ويتأثران بمحيطهما كبقية الأشخاص، يشتاقان إلى مقاعد الدراسة ولقاء الأصدقاء وتعب الطريق… المدرس يَحنُّ إلى الممرات وأبنائه الطلبة وتعب الشرح والتدريس، لا يجب التلاعب بحياة الأفراد لتحقيق مصالح معينة، العلم والدعوة إليه ونشره أجرٌ يُثاب عليه الإنسان في الحياة الآخرة وينفعه في الحياة الدنيا.
التعليم عن بعد يحتاج إلى قدرات ومعدات ربما تفوق معظم إمكانيات العائلات وسيشكل ذلك ضائقة مادية لدى الأغلبية العُظمى، والموضوع لا يقتصر على الوضع المادي فقط بل يتشعّب ليخوض لعبة في المشاعر ونفسية الاشخاص… التعليم عن بعد هو بحد ذاته البعد عن التعليم، لم يعد هناك اهتمام من قِبل بعض الأهالي بتدريس أطفالهم ومنهم ليس عنده القدرة الكافية لإيصال بعض المعلومات وربما كل المعلومات… وطلاب الجامعات والمعاهد… شباب اليوممحبطون وهم في أولِ طريقهم للحياة.
وفي النهاية أتمنى أن تعود الحياة كما كانت سابقاً مع الأخذ بإجراءات الصحة والسلامة اللازمة؛ حفاظاً على روح الحياة وانسجامها والتكيّف مع أصعب التحديات الممكنة، لا للظلم ولا للقهر ولا لسلب الحقوق، الحقوق التي لطالما تمتع بها الفرد الأردني وسُلِبَ منها فجأة ” حق التعليم ” ويبقى المستقبل مجهولًا ونتساءل، التعليم في الأردن…إلى أين!!؟
هبـــة حسين عبابنة/ طالبة في السنة الجامعية الأولى