هل الرئيس القادم مختلف؟؟ / راتب عبابنه

هل الرئيس القادم مختلف؟؟
راتب عبابنه

البعض ممن أقابلهم وأتحدث معهم بشؤون الساعة وما يواجه وسيواجه الأردن ينتهي الحديث: “ليش مغلب حالك؟؟”.

فعند الحديث عن الحكومة الجديدة ومن سيكون رئيسها، لابد من توقع بعض الأسماء وربطها مع الواقع والمرحلة القادمة. فكيف لا نهتم بالحكومة وهي التي تدير شؤون الوطن بما فيه المواطنين؟؟!! كيف لا وهي التي تفرض الضرائب وترفع أسعار الوقود وتطبق القوانين بمزاجية غريبة وهي التي تصنع من الشعب خصما لها؟؟ وهناك الكثير جدا من الأسباب التي تدفع بنا لترفب من ستكون الحكومة القادمة.

يقول أحدهم لماذا الإهتمام ونحن لسنا الذين نختار الرئيس!! ولماذا القلق طالما كل الرؤساء من نفس الطينة باستثناء عدد لا يصل لأصابع اليد الواحدة. جلالة الملك نادى بحكومة برلمانية مرات عديدة خصوصا بالسنوات الأولى من حكمه، لكن الطريق وعر جدا وشائك عندما يأتي الأمر للأحزاب رغم أننا لدينا زقما قياسيا بعددها.

“صامد لا تفلق ومفلق لا توكل وكول تا تشبع” هو حال الأحزاب لدينا. تتشكل وتقبض الدعم (٥٠٠٠٠) دينار بعد أن كانت (٣٠٠٠٠) ولا نرى لها حضورا بالمشهد السياسي.

قانون الإنتخاب لا يعطي الحرية والمرونة الكافية للأحزاب للمناورة والنجاح وتشكيل كتل داخل المجلس. بالإضافة للعقدة المزمنة لدى السلطة تجاه الأحزاب جراء تجارب مريرة مر بها النظام مع الأحزاب اليسارية والتقدمية.

اليوم أصبحت هذه الأحزاب من الماضي. الشيوعية فضى عليها غورباتشوف والبعث تقريبا انتهى باسشهاد صدام حسين والإخوان محاصرون من الجهات الأربعة والسلفيون متمترسون خلف الجدران. فلماذا التوجس من الأحزاب إن جاز أن نسميها أحزابا وهمها الجاه والـ (٥٠٠٠٠ دينار )؟؟

لا ضير من أن يتم تعيين الرئيس والوزراء. لكن الأهم حسن الإختيار لأسماء مقبولة شعبيا يقبل الشعب بمعظمها ولا أقول جميعها. لا نريد “ملقيا” آخر نزق ولا “رزازا” آخر دمث وخلوق لكنه لا يرى الواقع. نريد رئسا صاحب ولاية عامة لا تجرء أي جهة على تلقينه القرار ورسم كيفية الأداء.

هل لا يوجد بين ثمانية ملايين أردني من يتصف بهذه الصفات؟؟!! أم أن هناك أسباب لا يعلمها الشعب وتعتبر “عالية السرية” لدرجة عدم جواز مكاشفة الشعب بها؟؟!! سبق وخضنا تجربة الولاية العامة بعهد الشهيد وصفي التل ولحد ما بعهد مضر بدران، ما الذي ضر الوطن؟؟!! بل على العكس كانا أكثر رئيسين أفادا الوطن والنظام.

لقد آن الأوان أن يتم اختيار رئيس ليس من ماركة النسور والملقي والرزاز.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.