التعليم في الأردن الى أين؟ / أسامة طارق الزعبي

كتب رئيس تحرير وكالة كنانة نيوز 
أسامة طارق الزعبي
التعليم في الأردن الى أين؟
بداية نبارك ومن القلب لجميع طلبتنا نجاحهم في امتحان الثانوية العامة “التوجيهي ” ولكن المؤسف والمستهجن والغريب المعدلات الفلكية وبنسبة كبيرة وحصول 71 طالب في الفرع العلمي و 7 طلاب في الفرع الأدبي ، على العلامة الكاملة 100% في حالة غير مسبوقة في تاريخ الأردن.
 
ونقول هنا أن الكمال لله وحده ! وهل هذه العلامات أو المعدلات مقياس حقيقي لمستوى الطالب؟ أنا أتفهم أن يكون هناك معدلات مرتفعة وأن يكون هناك طلبة متميزون ولكن ليس بهذا العدد المذهل والمخيف والذي أصبح يطرح الكثير من التساؤلات من قبل المتخصصين وحتى البسطاء من الشعب حول مستقبل التعليم في الأردن.
 
أعتقد أن مثل هذه النتائج غير المسبوقة لا تدعو للفرح والسعادة بل للقلق والحزن وهي مؤشرات خطيرة على مستقبل الأجيال القادمة في التميز والإبداع والعطاء وخاصة بعد أن كان التعليم في الأردن مشهود له بالكفاءة والجودة على المستوى العربي والعالمي وخاصة “التوجيهي الأردني ” الذي بقي محافظاََ على هالته وقدسيته وقوته وكان يشار له بالبنان وأسهم بوجود خريجين متميزين يحظون بسمعة عربية وعالمية وأثبتوا تفوقهم ونجاحهم وإبداعهم في كل الميادين العلمية والتعليمية.
 
ولكن بعد ظهور نتائج الثانوية العامة “التوجيهي ” اليوم أصبحنا نخشى بالفعل أن تؤدي مثل هذه النتائج الى انهيار المنظومة التعليمية في الأردن ومخرجات التعليم في قادم الأيام وأن تتزعزع الثقة بالخريج الأردني وبقدسية شهادة التوجيهي التي طالما تغنينا بها وهي الأميز عربياََ.
 
وهنا لابد لوزير التربية التعليم أن يوضح لنا وبشفافية عالية حول هذه النتائج الغريبة والمفزعة حقاََ ..وهل هذه النتائج جاءت لتحريك ودعم الجامعات الحكومية والخاصة مادياً وتحريك التعليم الموازي ؟ ! وكيف سيختار الطالب تخصصه في ظل الكم الهائل من المعدلات المرتفعة ؟! وهل الجامعات الاردنية الحكومية قادرة على استيعاب هذا العدد الهائل من الخريجين ؟! وهل سيكون استيعابهم على حساب نوعية وجودة التعليم في الأردن ؟! .
 
آتمنى من الله أن تكون هذه النتائج حقيقية لنقر ونعترف ونفتخر أننا أمام جيل لامثيل له .. وكيف ستكون النتائج اذا طبق التعليم عن بعد أو البعد عن التعليم … والله ولي التوفيق