كنانة نيوز – خاص – محمد محسن عبيدات
طالبت بلدية الشعلة مؤخرا من قبل الجهات المعنية بإعادة استخدام المقبرة القديمة لدفن الموتى والتي تقع وسط البلدة والمجاورة للمسجد الاسلامي الاثري القديم , حيث شكلت الجهات المعنية لجنة فنية بناء على ذلك للوقوف على مدى ملائمة المقبرة للدفن فيها , وبعد المعاينة اوصت اللجنة بالموافقة على الدفن , عززه ذلك كتاب من وزارة الاوقاف , فادى القرار الى اثارة التوتر بين ابناء المنطقة ما بين مؤيد ومعارض .
عدد من ابناء المجتمع المحلي بينوا للكنانة نيوز ان المقبرة اصبحت تشكل معلما سياحيا وتاريخيا بعد ان توقفت عملية دفن الموتى فيها منذ ما يقارب 70 الى 80 عاما , ولا يوجد حاليا اي معالم للقبور, ومما زاد من اهمية المنطقة تلاصقها بالمسجد الاسلامي الاثري القديم حيث تقدر مساحتها الاجمالية بـ ( 2,5) دونم وتعود ملكيتها لوزارة الاوقاف , وهي منطقة مزروعة بالأشجار الحرجية الكثيفة و المعمرة وتشكل منظرا جماليا خلابا على مدار العام , مما يستدعي من الجميع التكاتف للحفاظ على المنطقة كجزء من الموروث المادي والمعنوي للمنطقة , وكذلك ونتيجة الزحف العمراني اصبحت المقبرة تقع في قلب المنطقة السكنية , واعادة استخدامها سيؤثر سلبا على المنطقة وسكانها بشكل عام ومن مختلف الجوانب .
وحسب ما افاد به ابناء المجتمع المحلي , فان المقبرة تم استخدامها سابقا مركزا لتدريب الجيش الشعبي بعد ان تم وضع كميات كبيرة من الاتربة فيها في ذلك الوقت , وبعد ان تم تسليم المقبرة من الجيش الشعبي , كان هناك مطالبة لبناء مسجد , وعند البدء بتنفيذ المشروع تم اكتشاف نفق كبير في قطعة الارض بالإضافة الى وجود اثار , حيث توقف العمل بالبناء وتم الغاء المشروع . واشاروا انه و خلال السنوات الماضية ومقابل المسجد الاثري القديم تم تشكل حفرة كبيرة الحجم وسط الشارع الذي تم تعبيده قبل ايام معدودة من تشكل الحفرة نتيجة هطول الامطار بكميات كبيرة , مما يدل على ان منطقة المقبرة هي منطقة اثرية ويوجد فيها مجموعة كبيرة من السراديب والانفاق القديمة . واضافوا ان قرار استخدام المقبرة من جديد معارض لتعليمات نظام ترخيص المقابر الذي ينص على عدم السماح بإنشاء مقابر داخل حدود المناطق السكنية او اعادة الدفن في المقابر القديمة في حال وجود بديل .
متصرف اللواء الدكتور احمد عليمات اكد ان متصرفية اللواء عملت ومنذ بداية المطالبة بالسماح بإعادة استخدام المقبرة للدفن على العديد من الاجراءات ومنها تشكيل لجنة فنية للوقوف على حيثيات الموضوع , حيث اوصت اللجنة بعد المعاينة بالموافقة على الدفن , وبناء عليه وافقت وزارة الاوقاف على ذلك , الا انه بعد ذلك قام عدد من اهالي المنطقة بالاعتراض على القرار بالطرق الرسمية لوجود مبررات لديهم , مما استدعى الامر تأجيل القرار لحين البت به من جديد من قبل الوزارة بعد ان رفعت مديرية اوقاف اربد بالمستجدات التي رافقت الموضوع , ولغاية الان لم تقم الوزارة بالرد , وقال : نحن ندعم ونؤيد القرارات الصادرة عن الجهات صاحبة الاختصاص لكونها تصب بالمصلحة العامة .
مدير اوقاف اربد الدكتور عمر الحموري اكد للكنانة نيوز بان تم تشكيل لجنة بناء على طلب من البلدية والمتصرفية بإعادة الدفن بالمقبرة القديمة مكونة من مندوب من الاوقاف والافتاء والمتصرفية والبلدية للوقوف على مدى ملائمة المقبرة للدفن فيها , حيث اجرت اللجنة عدة حفريات في اماكن متفرقة داخل المقبرة الا انه لم يتم العثور اي بقايا من رفات الموتي , حيث اوصت اللجنة بالموافقة على الدفن وتم صدور كتاب بذلك من وزارة الاوقاف , الا انه وبعد تقديم اعتراضات من قبل المجتمع المحلي وبيان بعض الملاحظات المهمة على الموضوع , تم ايقاف القرار ومخاطبة الوزارة بالمستجدات والبدائل المتوفرة , ولغاية الان لم يصل الرد من الوزارة . واشار الحموري انه وبعد الرجوع الى دائرة الاراضي تبين وجود قطعة ارض بمساحة 10 دونمات تم استملاكها وتخصيصها مقبرة خارج حدود المناطق السكنية وضمن اراضي منطقة سمر . واشار الى ان الوزارة تمتلك 67 دونما من ارضي منطقة سحم داخل المنطقة السكنية ويوجد قطعة ارض بمساحة 1,5 دونم ملاصقة لارض المقبرة الحالية , الا ان التعليمات الجديدة لا تسمح بتخصيص اي قطعة ارض لغايات المقابر لكونها منطقة سكنية . ونوه ان مقبرة شهداء معركة اليرموك هي في منطقة زور القادمية ضمن اراضي منطقة عقربا وتقع على ضفاف نهر اليرموك .
مدير بيئة محافظة اربد المهندس فوزي العكور اكد بانه وبناء على الشكوى المقدمة من قبل عدد من ابناء المجتمع المحلي في منطقة سحم حول قرار الموافقة على اعادة الدفن بالمقبرة القديمة تم ارسال فريق للكشف على مضامين الشكوى حيث تم ارسال مفتش من مديرية حماية البيئة ومندوب من الادارة الملكية لحماية البيئة والسياحة , وتم تقديم تقرير مفصل حول الموضوع , وبناء عليه تم مخاطبة متصرف لواء بني كنانة بإعادة تشكيل اللجنة بمشاركة عضو من البيئة , منوها الى ان اللجنة المشكلة سابقا لم تتضمن مندوبا من البيئة .
رئيس بلدية الشعلة المهندس خالد طوالبة اكد بان بلدية الشعلة دابت بالمطالبة بإعادة الدفن بالمقبرة لاسباب كثيرة كان من ضمنها ان المقبرة مضى عليها ما يقارب 80 عام لم يتم الدفن فيها , وان الحاجة اصبحت ضرورة لا عادة استخدامها كون المقبرة الحالية التي تقع على مدخل البلدة اوشكت على نفاذ السعة المقررة للدفن وبالتالي سيتم التوجه للدفن بالمقبرة القديمة , منوها انه تم شراء قطعة ارض بمساحة 10 دونمات لغايات تخصيصها مقبرة خارج حدود المناطق السكنية الا انه وبسب وجود اعتراضات من قبل السكان على استعمالها كونها محاذية للمنطقة السياحية , ويمكن للبلدية الاستفادة منها كمشروع استثماري سياحي يخدم المنطقة وابناء المنطقة مستقبلا . واشار ان هناك امكانية الاستمرار بالدفن بالمقبرة الحالية التي تقع في بداية مدخل البلدة في حال تم اضافة 1.5 دونم المجاورات للمقبرة والتي تقع ضمن اراضي وزارة الاوقاف وبالتالي تصبح هناك مساحة كافية بالوقت الحالي حيث ان وزارة الاوقاف تتمتك ما يقارب 67 دونما من ارضي منطقة سحم داخل حدود المناطق السكنية .واوضح ان ا هناك نية لدى الاوقاف بتغيير صفة الاستعمال للمقبرة القديمة لغايات الاستثمار , الا ان البلدية لن تسمح بذلك وان صفة التغيير هي من اختصاص البلدية .