وقية لحمة  / بقلم بسام السلمان

وقية لحمة 
 بقلم بسام السلمان
 كان يقف بالقرب من باب البنك، وعندما اقتربت منه قال لي: بكره الجمعة وبدي اشتري لولادي جاجة، اعطيني مما اعطاك الله.
يتكرر هذا المشهد الحزين في كثير من المناطق ويتكرر مع الكثيرين من ارباب الاسر غير القادرين على سد جوع اطفالهم حتى برغيف خبز وكأس من الشاي حتى وان كان بدون سكر.
وحدثني احد الاصدقاء انه كان يشتري 5 كيلو لحمة من احد المحلات وفيما كان صديقي يعطي إرشادته للبائع عن حجم القطع التي يريدها ومكان قصها مؤكدا انه محترف في شراء اللحوم خاصة لحمة الخروف ولا يستطيع اي جزار ان يغشه، يقول بينما انا هكذا دخلت امرأة خمسينية ووقفت برهة تنتظر ان ينهي بيعي لكي يتفرغ لها ولكي لا اعرف ماذا تريد.
يقول صديقي خرجت من المحل بحجة اني اريد ان احضر هاتفي من السيارة تاركا المجال امام المرأة والتي بعد ان خرجت طلبت من اللحام ان يقطع لها بدينار لحمة وتريدها لحمة مفرومة حتى تكون اكثر كمية في الطعام.
يقول صديقي كنت اراقبها من السيارة، وبعد ان انهى ما طلبته اخرجت ما بحوزتها وكانت عشرات وشلونه ودفعت له الدينار والذي كان كل ما تملكه.
هذان الموقفان يذكرانني بالحكومة الرشيدة، حكومة النهضة وعملها المستمر في القضاء على الفقر وأرتفاع الاسعار ، لكن الشعب بتبغدد كثيرا وكل جمعة بطبخ لحمة ومش بعيد بعض الناس بالشهر بطبخوا جاجة. متناسين أن على الشعب ان يكيّفوا أنفسهم مع ارتفاع الأسعار” والضرائب.
شعب عايش بنعيم النهضة.