بني كنانة لواء لا بواكي له / أسامة طارق الزعبي

كتب رئيس تحرير وكالة كنانة نيوز 
 
بني كنانة لواء لا بواكي له
 
أسامة طارق الزعبي
 
أكاد أجزم أن لواء بني كنانة الأقل حظاً بين الكثير من الألوية والمناطق على امتداد الوطن بالرغم أنه يمتلك الكثير من المقومات في خلق التنمية الشاملة في مختلف مجالات الحياة .
 
وكون اللواء زراعي بامتياز ويوجد به أكثر من 2 مليون شجرة مثمرة أشهرها الزيتون والرمان واللوزيات والجوافة والعنب إلا أن المزارع يعاني كثيراً لعدم وجود طرق زراعية ونقص عام في معظم البنى التحتية للزراعة وعدم دعم المزارعين للاستمرار والنهوض في القطاع الزراعي.
 
سياحياً يتميز لواء بني كنانه على مستوى الأردن والمنطقة بوجود العديد من الأماكن السياحية والأثرية المتنوعة كوجود مدينة (جدارا ) أم قيس ومدينة أبيلا (قويلبة حرثا ) إحدى مدن الديكابولس ، والحمامات المعدنية ، وتلة خالد ، والغابات الحرجية المنتشرة بكثرة ” والتي تآكلت مساحات كبيرة منها بسبب التعدي الواضح عليها حيث تفتقد للكثير من الخدمات الرئيسية للسياح والزائرين ” ، ووجود محمية اليرموك ، وغيرها الكثير إلا أنها جميعاً لم تحظَ بالرعاية والاهتمام والدعم المناسب من قبل الجهات المعنية ، ولم تسوق هذه الأماكن ، ولم توضع حتى على الخارطة السياحية ، وبقيت كما هي منذ عشرات السنين دون أي تطوير يذكر .
 
بني كنانه تفتقد للكثير من الخدمات الأساسية ، ومن خلال عملي الإعلامي الطويل طرحنا مئات القضايا ،وخاصة في لواء بني كنانة ،ولكن لا حياة لمن تنادي فمعظم المسؤولين كأنهم يأتون إلى هذا اللواء من أجل الاستجمام والتمتع بطبيعته الخلابة دون ترك أي أثر او إنجاز حقيقي يذكر على أرض الواقع ؟ ونتساءل هنا أين دور النواب في تحقيق بعض المكاسب التنموية للنهوض باللواء ؟
 
أين دور المجالس البلدية الحقيقي في تطوير وتأهيل مناطقهم بعيداً عن الدور التقليدي الذي تمارسه معظم بلديات المملكة ؟
 
أين دور الإعلام الصادق والهادف والإعلاميين أصحاب الرسالة المثلى في قول كلمة الحق في زمن اختلطت بها الأقلام وأصبحت المنتفعة منها كثيرة ومتألقة دائماً بالمديح والثناء دون الإشارة لتقصير المسؤولين وضرورة القيام بواجباتهم بكل أمانة وإخلاص.
 
بني كنانه يا سادة يفتقر للكثير الكثير ولا بواكي له .. فلا يوجد به مركز للترخيص كباقي الألوية ،ولا مجمع رياضي ،ولا حتى مصنع واحد لتعليب زيت الزيتون ” الكفري” الذي يشتهر به اللواء على مستوى العالم ،ولا توجد شبكة تصريف صحي ،ولا مواقف خاصة للسيارات في مركز اللواء .
 
مستشفى اليرموك الحكومي الوحيد يفتقر لأطباء الاختصاص ونقص كبير بالكادر الطبي والتمريضي وعدم قدرة قسم الطوارئ في المستشفى على التعامل مع الكثير من الحالات الطارئة بسبب عدم وجود أطباء اختصاص للتعامل مع بعض الحالات الطارئة والتي تشكل معاناة يومية لاهالي اللواء.
 
الطرق حدث بلا حرج فمعظم الطرق الرئيسية بحاجة إلى خلطات ساخنة وإنارة وإرشادات مرورية وجزر وسطية وخاصة طريق أم قيس وحتى مركز اللواء، الطرق الزراعية عفى عليها الزمن وأصبحت من الماضي ولا تخدم المزارعين .
 
هل يعقل أن مشكلة المياه في بني كنانه مازالت منذ عشرين عاماً تراوح مكانها ولا حلول لها ويخرج علينا المسؤولون بتصريحات هم يعرفون انها غير صحيحة وكأني بهم يصرحون لمسؤوليهم لطمأنتهم بأن الأمور جيدة وعلى مايرام.
 
وأخيراً أين دور النواب من عشرات السنيين ؟ وأين دور البلديات ومجالس المحافظات ؟ وأين أبناء اللواء في مواقع المسؤولية او القادرين على خدمة هذا اللواء وأهله والذين لا نراهم الا عندما يأتي مسؤول رسميًٌ رفيع ٌ فنراهم يتسابقون من أجل التهليل والمديح وكأننا نعيش في المدينة الفاضلة وتبقى الكنانة كما هي ونبقى نحن كما نحن.